تنتهج المنظمات الحديثة أساليب متعددة في الحفاظ على إنتاجية الموظف وولاءه لعلمها بأهمية وتأثير ذلك على سير ونجاح المنظمة، ومن تلك الأساليب الإدارية "أسلوب الحوافز" والذي كتب عنه الكثير من الكتاب لأهميته حيث يعتبر أحد العناصر الفاعلة في إدارة المنظمات، وتختلف أساليب الحوافز من مادية ومعنوية يقّدمها الرئيس حسب حاجة ورغبة الموظف، مما يؤدي إلى التزام الموظفين وإتقانهم للعمل لحرصهم على كسب تلك الحوافز، ومن البديهي أن الموظف يحتاج إلى العديد من المزايا التي تعمل على تحفيزه لأداء مهامه بكفاءة عالية. وفي المنظمات الغربية بشكل عام بغض النظر عن نشاطها كما أثبتت الدراسات يجد الموظف نفسه أمام سيل من المزايا والهبات التي تقدّم له الدعم لتحقيق أهداف المنظمة بتميز، وتتفاوت تلك المزايا بين ترقية وإجازة مدفوعة الأجر وأدناها شكر وتقدير الموظف على إنجازاته. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض المنظمات تغفل هذا الأسلوب ولا تلتفت إليه إلا نادرا، ومنها وزارة التربية والتعليم التي حرمت معلمي صفوف المرحلة الأولية من حقوقهم في الإجازة المبكرة مع طلابهم حيث ساوتهم مع جميع معلمي المراحل الأخرى دون سبب يذكر ولا حتى دراسة توضح أسباب القرار. يا وزارة التربية والتعليم معلم الصفوف الأولية يبذل جهودا مضاعفة في التأسيس والتربية والتعليم وغالبا ما يقوم بتدريس مواد في غير تخصصه بسبب نقص المعلمين فضلا عن الأعداد الكبيرة من الطلاب داخل الفصول الدراسية، ناهيك عن النصاب المرتفع من الحصص الأسبوعية. يا وزير التربية والتعليم كي يتحقق الهدف من التعليم وتتحسن مخرجاته يجب البحث عن أساليب إدارية تعزز جانب الولاء والالتزام لا الكره والتسيب ولاسيما أن إدارة الموارد البشرية والتحكم في السلوك الإنساني صعب جدا ولن تنجح إي إدارة في توجيهه والسيطرة عليه عندما تغفل الأساليب المساعدة على ذلك، ولكن أساليب الحوافز المختلفة كفيلة بأن تجعل المعلم يشعر بالرضا والالتزام مما ينعكس إيجابا على تطور التعليم. يا وزير التربية يطالب كثير من المعلمين بالعديد من الإصلاحات التي تخدم العملية التعليمية لحرصهم الدائم على نجاح مؤسسات الدولة والوصول إلى التميز في كافة المجالات، ولا أعتقد أن وزارتنا الموقرة بالكم الهائل من الكفاءات التي تقودها غير قادرة على التطوير أو استحداث أنظمة حديثة فيما يخص المعلم أو الطالب أو المنهج، ولو بمحاكاة الأنظمة الناجحة في بعض الدول وكيفية إدارتها. يا وزير التربية والتعليم حوافز معلمي الصفوف الأولية حق مشروع لهم فلماذا يحرمون منه؟ فجهودهم تستحق ذلك وأكثر، علما أن استمرارهم في العمل لن يقدّم أي فائدة تذكر بل على العكس من ذلك فمتعهم بالإجازة سيدفعهم نحو العمل بجد وتميز. سعد الديحاني