أصبح تويتر مجال خصب للشتائم والسب , فنادرا ما تدخل لصفحة أحد المشاهير فتجدها خالية من التعليقات الساخرة , والردود البذيئة . آفات تعصف بكثير من الناس , فيصبح هدفهم الوحيد من تصفح تويتر هو البحث عن عيوب الآخرين , وإظهار نقائصهم . والأعجب من ذلك , أن للدعاة المصلحين والمشائخ نصيب الأسد من ذلك , يُتهم أحدهم بالنفاق والزندقة , وآخر بالسرقة , وغيره بالردة عن الإسلام ..ما أعظمها من إتهامات باطلة !! لو وضع هؤلاء نصب أعينهم الآية الكريمة }مايلفِظُ من قولٍ إلا لديهِ رقيبٌ عتيدٌ{ لتبدلت أحوالهم , ولإرتقوا بكلماتهم , ولسمت نفوسهم عن الخوض في أعراض المسلمين .. ألا يخاف مثل هؤلاء من دعوة مثل دعوة سعد بن أبي وقاص !!. قصة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -مع الرجل المدعو أسامة بن قتادة , ذكرها الإمام البخاري في صحيحه حيث قال: عن جابر بن سمرة قال: «شكا أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – فأرسل معه رجالا إلى الكوفة فسأل عنه أهل الكوفة، ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة فقال: أما إذ نشدتنا، فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه بالفتن. وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن»... وأنا أظن أن ليس من أحد يتعرض للمشائخ والدعاة في صفحاتهم في تويتر بالتهكم والسخرية مصرحاً أو غير مصرح , إلا قصده من ذلك كله الرياء والسمعة .. نجاح المطيري