معروف عن العرب حبهم لعاداتهم وتقاليدهم, وفي بعض المرات تكون هناك ممارسات أو عادات خاطئة, وغير صحيحة, ومع ذلك يصر عليها الناس لأنها عادة قبلية اتفقوا عليها منذ زمن واعتادوا فعلها, ولا يهم إن كانت صحيحة أم خاطئة, ولا يهم حتى لو كانت تُنافي الدين. وهذه التصرفات لازلت تحكم الكثير, وخصوصًا في المملكة العربية السعودية, حتى وإن كانت دولة متحضرة, متقدمة في شئون عديدة, إلا أن الحكم بالعادات والتقاليد لايزال يعمي الكثير من السعوديين, وهذه الظاهرة خطرة خصوصًا إن كانت هذه الأفعال خاطئة ومؤذية ولا تعود بالنفع للمسلمين. هذه العادات سببًا للعصبية القبلية التي يواجهها الكثير, فيظن البعض بسبب إنتماءه إلى قبيلة معينة فهو أفضل من غيره, و التعصب هذا يمنع من إنتشار الزواج بشكل سليم ,وتعقيد الشروط ومن الممكن ان تصبح شبه مستحيلة لأن الأطراف ليسوا من قبيلة واحدة, ولا يهم إن بقي كثير من بنات أو شباب القبيلة عازبون طالما ان الشروط من القبيلة الأخرى لا تتناسب مع قبيلتهم. ولا ننسى الجرائم, هذه مشكلة كبيرة جدًا, أغلب السعوديين يؤمنون بالثأر, ويفضلون قِتال " الشوارع " على اللجوء إلى الجهات المختصة, و " أخذ الحق باليد " وإنتشار هذا الفكر لا يمد للحضارة ولا حتى الإسلام بأي صلة, وتهميش دور السلطات المختصة وجعل دورهم ثانوي ويقتصر على " فك النزاع " بين الأطراف, ويبقى الحق يأخذه أهل المجني عليه. والكثير من العادات الخاطئة التي أصبحت تُشكل عائق للتقدم وحتى لنشر الإسلام بشكل سوي, فأصبح كثير من السعوديين يقدم على أفعال شنيعة تُعتبر عادة, وعيبً عليهم عدم الإقدام عليها, وأن الناس سوف تتحدث عنهم بالقبيح لأن فُلان من القبيلة الفُلانية لم يفعل الصحيح المعتاد لدى القبيلة. ولكن لا ننسى أن بعض العادات جميلة وتحمل روح جميلة, ومنها التجمعات العائلية, صحيح لا تكون دائمة, وغالبًا يجتمع أفراد القبيلة في مواسم معينة, ولكن هذا لا يُمحي الفكرة الجميلة منها. وهناك من العادات الجميلة, الإحسان للبعض, وتذكر أفراد القبيلة في حزنهم وفرحهم, و المساعدة لبعضهم البعض, والعديد من العادات الجميلة. ولكن يبقى الإنتماء لقبيلة مُعينة لا يعني شيئًا سوى الاسم, ففي النهاية عند الله كُلنا سواسيه, ولن يُحاسب الشخص تبعًا لقبيلته, بل يُحاسب تبعًا لقوة دينه, وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:"لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى". بقلم,, منال الشهري,,