عندما تقوم الهيئات التعليمية بتخريج أعداد كبيرة جدًا من الطلّاب والطالبات, الذين يحملون شهادات مرموقة وتعد ذات أهمية عالية, ولكن هناك نسبة من المتخرجين والمتخرجات من يحمل هذه الشهادات ولا يفقه منها شيئًا, فهي مجرد شهادة! هُنا يخطر ببالي عدد هائل من التساؤلات حول الخطأ و السبب الرئيسي في مثل هذه المشكلة, الذي يجعل من الطلاب والطالبات لا يذكرون ولا يهتمون للشهادة, مع أنهم أمضوا ساعات طويلة وسنين طويلة للدراسة؟ هل الخطأ من الطلّاب والطالبات, أم المعلمين والمعلمات, أو ربما تلك المواد والمناهج التعليمية, أو ربما المحيط الذي يحيط بالطلّاب والطالبات؟ عندما نفكر في كل سبب ونناقشه على حدة نجد التالي: . الطلّاب و الطالبات: دائمًا ما يكون ضحايا التعليم السيء هم المتعلمون, هذه القناعة التي تبناها تفكيرنا, دون النظر إلى إحتمالية أن يكون هؤلاء المتعلمون هم سبب سوء مستواهم التعليمي, ربما بالإهمال وعدم التركيز والاهتمام بالعلوم, او عدم الاستزادة بالعلوم المتصلة بما يدرسونه, أو إختيارهم من الدراسات التي لا تناسبهم. . المعلمين والمعلمات: ننظر للمعلم نظرة القائد الكامل المفترض أنه لا يخطئ أبدًا, فهو القدوة والمربي للأجيال التي بين يديه, واي خطأ يصدر من الطلاب يكون هو سببًا له, وذلك بسبب تأثر الطلبة الشديد به, فهو النافذة التي يرى فيه المتعلم الطبيعة الحقيقية لعلمه. لكن بعض المعلمين لا يهتمون لمصداقية وجديّة عملهم, وإهمالهم وعدم عطاءهم للطلاب من علومهم, وعدم تغذية عقول الطلاب بالعلوم المفيدة والمراجع التي تفيدهم في دراساتهم يجعل من هذا تأثير سيء على الطلاب. وأيضًا عدم اهتمام المعلمين بتوضيح البيئة التي تخلف الدراسة, ومحاولة تدريب الطلاب على تقبلها. . المواد والمناهج التعليمية: المادة التعليمية السيئة وذات المعلومات القديمة والغير مفيدة لم ولن تُحَصِل نتائج جيدة, وعادةً المعلمين ليس لهم الصلاحيات الواسعة في أن يخرجوا عن نطاق المادة التعليمية, فهم مقيدون بها, لذلك الطلاب لا يستطيعون الفهم اكثر. فالمادة التعليمية القديمة والغير متطورة والتي لا تتوازن مع متطلبات الحاضر الاجتماعية, فهي ليست ذات قيمة علمية أبدًا. . البيئة المحيطة بالتعليم: نتناسى البيئة التي تحيط بالتعليم كونها لا تهم في التأثير على كفاءة التعليم أو مستوى المتعلمين, والتي تتكون عادةً من: - البيئة الأسرية: أهم عامل بيئي قوي التأثير على التعليم هو الأسرة, فعندما يتوقع الأسرة مستوى لا يستطيع المتعلم تدقيمه فيأثر سلبًا على المستوى الطبيعي له, أو إجباره على إتخاذ مسار تعليمي لا يناسبه, وحتى الهدوء والسلام في أفراد الأسرة له تأثير إيجابي عظيم في تحسين مستوى الطالب و الطالبة. - المجتمع: حاجة المجتمع وتقبله لبعض المسارات التعليمية, ونسبة توافر الوظائف, وهناك بعض العلوم التي ينتقدها بعض المنتقدون من المجتمع, وكل هذا له تأثير في إختيار المتعلمين وتحديد مستقبلهم, فحاجة المجتمع تأتي غالبًا في المرتبة الأولى, لأن المجتمع الذي سوف يساعد في تظوير وتقبل العديد من العلوم والأعمال. - البيئة الطلّابية: عندما لا يكون هناك تعاون بين المتعلمين و تواصل ومساندة, هذا يجعل من بعض الطلّاب كارهين لدراساتهم لأنهم يشعرون كأنها حرب وليس تعليم, فالأقوى والأسرع يفوز حتى لو كان مستواه التعليمي ليس مرتفعًا جدًا, فيجب على المتعلمين وبحسب بقاءهم فترات طويلة من سنوات الدراسة في نفس المكان أن يتعاونوا, و بدلًا من أن تكون الدراسة منافسة تكون بيئة تعليمية طبيعية, لأنه في جميع الأحوال لا يستطيع أحد أن يأخذ مستوى أحدًا آخر, ولكن التعاون بين الطلاب يسهل التعامل مع المادة العلمية ومناقشتها سويًا أيضًا يطوّر من مستواهم. - البيئة التعليمية: هُنا يأتي دور الهيئات التعليمية في تطوير وسائل التعليم, لتسهيل إستيعاب الطلاب, وعلى ذلك الكتب, والقاعات, والمباني, والوسائل الالكترونية كلها يجب أن تكون مساعدة للمتعلمين, ولا يجب ان تكون قديمة أو معقدة. هذا بشكل مُجمل الأخطاء التي تواجه القطاعات التعليمية, ولكن المشكلة الحقيقية هي من المُخطئ؟ و نسبة تأثير الخطأ في كل من الأسباب السابقة؟ وإن كانت كل تلك الأسباب متواجدة في التعليم لدينا, من المسؤول لكي يقلل من خطورتها؟ منال الشهري