كنت أظن حينما صدرت الموافقة الملكية بإقرار إعانة للباحثين عن عمل التي سُميت "بحافز" أن تلك الإعانة سوف تستمر حتى يجد العاطل فرصة عمل، إلا أن هذا البرنامج بعدما دخل "المقصلة" خرج مخيباً للآمال، فغير شروطه "المستفزة" والتي على رأسها "التحديث الأسبوعي" أتضح أن مدته 12 شهراً فقط بعدها يعود "المُحَفز بحافز" كيوم تخرج.. عاطلا!! حيث يقول مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية ( إن إعانة الباحثين عن العمل في السعودية تعد الأطول عالمياً في البرامج الشبيهة، وأنها لن تتجاوز ال12 شهراً المحددة ) !! والسؤال الذي لا أطرحه بل يطرح نفسه، ما معنى أن تعطي عاطلاً إعانة شهرية لمدة عام كمحفز له في البحث عن عمل وتفي ببعض متطلباته الحياتية ثم تقطعها عنه قبل أن يحصل على وظيفة؟!! إن هذه الطريقة كمثل الوالد الذي "يدلل" ابنه ثم بعد ذلك "يصفعه" على وجهه!! فلماذا لا يتم إعانة العاطل حتى يجد عمل مع تطبيق برامج تدريبية وتأهيلية تزيد من فرصه الوظيفية؟!! إن تقديم إعانة للعاطل لمدة عام ثم قطعها ليس له تبرير ولا تفسير سوى أنه من باب "التصبيرة" لتأخير الانفجار الذي قد يسببه العاطل بحكم إنه "قنبلة موقوتة". أما عن مدة "حافز" وتعذرهم بأنها الأطول عالمياً فإن ظروفنا مختلفة فنحن لدينا إمكانيات مالية ضخمة وعدد هائل من العاطلين يحتاجون رعاية واهتمام ودعم أكبر، وإعانتهم لمدة عام ثم قطعها قبل الحصول على عمل ليس حلاً "لقضية كبيرة" خاصة في ظل ظروف سوق العمل السعودي المعقدة وبيئته الغير جاذبه خاصة للنساء وهي نتيجة لضعف التخطيط الاقتصادي.. فتراكمت الأخطاء.. والضحية البنات والأبناء. إن تمديد "عمر الإعانة" ميزة ستحسب للدولة في تعاملها مع ملف شائك عالميا وهو ملف البطالة، وأعتقد أن ذلك أمر مشجع ومحفز للعاطل، وليس في الأمر إتكالية كما يدعي البعض إذا صاحب ذلك تدريب وتأهيل وتحديث "شهري" للبيانات يثبت الجدية ومدى الالتزام، كما أن قرب رحيل "حافز" عن عدد كبير من العاطلين الذين "حفزهم" عام ثم لم ينجح في توظيفهم يثبت أن هناك خلالا في سوق العمل، وعلى مستوى العاطلين كضعف التأهيل و"التعليم الفاشل" الذي تلقوه الأمر الذي يستوجب مد "عمر الإعانة" فهم لا ذنب لهم. ثم إذا أن الموضوع من الأساس "تحفيز" وقد سُمي البرنامج "بحافز" فمن "يحفزهم" بعد "حافز"؟!! صحيح أن التدريب سيستمر بعد قطع الإعانة "قصيرة العمر" لكن "التحفيز" الذي هو أساس هذا البرنامج "سيتوقف"، وصدقوني يامسؤولين إن العاطلين مع البرامج التي تقدم لهم أثناء الإعانة لن يستمروا طويلا في "حافز" بعد "عامهم هذا" فمنهم من سيجد فرصة عمل بعد شهر أو شهرين أو خمسة أشهر وبالتالي "تفتكون" منه، إلا إذا كان هذا "التحفيز" بعد "العام" يضر بميزانية الدولة.. فإني استغفر الله وأتوب إليه. أخيراً أتمنى أن يطول "عمر حافز" القصير، وأن لا يكون مجرد "تصبيرة".. أو "شرهه" وحتى لا يقول العاطل القديم للعاطل الجديد: "خُذ لك تصبيره". أطال الله في "عمر حافز" وجعله إعانة مستمرة للعاطلين.. حتى يجدوا عملاً مثل العالمين. -يوسف الميموني [email protected] twitter.com/YOUSIFALMIMONY