هم فئة من الشعب ليست قليلة تزيد أعمارهم عن 35 عاما، كانوا عاطلين ضمن العاطلين الأقل سنا، حتى أتى برنامج حافز فأتى لهم "بقاصمة الظهر"، فحصر العاطلين المستحقين للإعانة بين ال 20 وال 35 عاما، بينما ترك من هم أكبر.. !! فأصيبوا بالإحباط.. فلا إعانة ولا عمل ولا تأهيل.. يقول مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية دفاعا عن شرط العمر: (تحديد هذا الشرط بأن لا يتعدى العمر 35 عاما لم يوضع اعتباطا، بل بناء على دراسات وإحصاءات رسمية موجودة، ومن يدعو إلى رفع السن إلى 40 سنة سيأتي هناك آخرون للمطالبة لرفعه إلى 45 سنة. والقرار لم يبن على عاطفة بل إحصائيات ودراسات رسمية ومقارنة بما يحدث في الدول الأخرى التي تطبق أنظمة مشابهة). وأنا أقول: لم تضعوه "اعتباطا" ولكن وضعتموه بهدف تقليص العاطلين قدر الإمكان، لأنكم لو رفعتم سقف العمر لوصل عدد العاطلين إلى رقم قياسي ليس له مثيل!! خاصة من النساء.. هذه هي الحقيقة.. فما معنى تخفيض العمر إلى هذا الحد وأنتم تعلمون أن الكثيرون لا يتوظفون إلا على مشارف الثلاثين أو أكثر وبشق الأنفس بعد رحلة بحث طويلة، وفيهم من يرسب بالجامعة أو الثانوية وبالتالي يتأخر تخرجه، وفيهم من ينتظر رقمه في وزارة الخدمة المدنية التي رمت ملفه في "غياهب النسيان" وهو يعتقد أنه "على بالها" فطال عليه الأمد وهو يعلل النفس بالآمال فتجاوز عمره ال 35 فطردتموه من "حافز".. فما ذنبه؟! -وبالمناسبة وزارة الخدمة المدنية هي المسئولة عن إهدار "عمر المواطن" انتظاراً للوظيفة، بينما صندوق التنمية العقارية مسئولاً عن إهدار عمره انتظاراً لقرض بناء!! - وغير هذا.. يا مسئولي "حافز" فالإنسان قادر على العمل حتى سن التسين عاما أو أكثر، كما أن سن التقاعد حسب النظام المتبع هو ستين وفي بعض الجهات يصل إلى سبعين، فلماذا دارت دائرتكم على هؤلاء؟! هل هم -حسب نظريتكم- عجزة وغير قادرين على العمل ولا يستحقون إعانة ولا أمامهم سوى "القبر" ؟!! ثم أنكم تعلمون أن من أسباب البطالة فشل مشاريع التنمية، وإغراق البلد بالعمالة الأجنبية، وعدم الموائمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، وكذلك رداءة محتوى المناهج التعليمية الأمر الذي أدى إلى صعوبة الحصول على فرصة عمل بينما العمر يجري كجري الرياح، وتلك الأسباب تتحملها الدولة.. فما ذنب المواطن العاطل؟! الذي تضعون في وجه الشروط والعراقيل وكأنه هو المسئول عن البطالة!! أليس من حقه أن يعمل وإن لم يجد عمل فلتصرف له إعانة من خيرات بلاده بغض النظر عن عمره ؟! بلى. فماذا يفعلون يا "حافز"..؟ هل يوقفون أعمارهم حتى لا تتجاوز هذا الحاجز الذي وضعته..؟!! ثم إن منظمة العمل الدولية تعرّف العاطل بأنه هو (كل قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه، ويقبله عند مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى). فلم يُحدد التعريف سن معين للباحثين عن العمل، وأنا أجزم أن نسبة كبيرة ممن تزيد أعمارهم عن ال 35 عاما – لا أقول كلهم – قادرين على العمل وراغبين فيه ويبحثون عنه.. فلماذا يتم تجاهلهم واستثناءهم من الإعانة؟!! فيا حافز "تعوذ من الشيطان الرجيم" وتنازل عن هذا الشرط التعسفي، أو استحدث برنامجاً جديداً لهذه الفئة التي ظلمتها وسمّه برنامج "آسفين" اعتذاراً لهم.. أو سمّه "35 + " .. فإنهم يترقبون .. تعليق: في صحيفة عاجل الإلكترونية قرأت تعليق الأخت "عاطلة معطله" على مقال "حافز بن ساهر" وقد آلمني معاناتها، كما هزتني كلمة "تكفى" التي تهز عروش الرجال .. لذلك كتبت هذا المقال استجابة لنداء الأخت الكريمة وتضامنا مع معاناة من هم فوق سن ال 35 عاما المحرومين من الإعانة .. مع أسفي الشديد في التأخير في الكتابة.. وأقول للإخوان والأخوات: "ما على الرسول إلا البلاغ" .. صدقوني إن ما يُكتب في الصحف الورقية والإلكترونية عن معاناة المواطنين يصل بلا شك للمسئولين وتبقى الكرة في ملعبهم .. فمنهم من يستجيب ومنهم من يتجاهل .. والله يعلم كل شيء .. يوسف الميموني twitter.com/YOUSIFALMIMONY