أحياناً أشعر بأن هناك علاقة ما بين برنامج "حافز" ونظام "ساهر" وأتخيلهما عبارة عن شخص يده اليمنى تضع في جيب المواطن النقود ويده اليسرى تأخذها منه.. لكن هناك فرق كبير بينهما.. ف"حافز" يعطي "بتقتير" مع شروط صارمة وإقرارات واستثناءات، بينما "ساهر" يأخذ بدون قيد أو شرط، ولا يستثني أحد!! لقد كانت فكرة حافز رائعة، ولكن – لأنه يُعطي - تعرض للدراسات المستفيضة والاجتماعات المطولة التي وصلت إلى البنك الدولي ومنظمة العمل الدولية .. فظهر من رحم تلك الدراسات والاجتماعات بشروط كثيرة أشبه "بالتهديدات" فمن يدخل على موقع "حافز" يجد أنه مليء بالشروط والبنود والإقرارات التي "توجع" الرأس التي أجزم أن الكثيرين لا يقرؤونها بل يضعون علامة (صح) ثم يخرجون!!.. في البداية كان "حافز" يسمح بتحديث البيانات كل شهر "وهذا معقول" إلا أنه ومن أجل "التطفيش" وتقليص الأعداد أصبح كل أسبوع.. أي أن على العاطل أن يدخل كل أسبوع ليضع علامة (صح) في المربعين الموجودين على صدر الصفحة.. ولن يتسامح "حافز" معه، فإذا مرت دقيقة بعد الأسبوع ولم يحدّث بياناته فسوف تأتيه رسالة من صاحب السعادة "حافز" أسرع من البرق تبشره بخصم 200 ريال من إعانته بدءاً من الشهر المقبل!! وكأنه يقول: (لقد أعذر من انذر "دبّر" نفسك أيها العاطل.. إذا "تنسى" فضع "المنبه" بشكل أسبوعي، وإذا لا يوجد لديك انترنت فاذهب إلى أقرب "مقهى نت" ولو كان يبعد عنك أكثر من 100 كيلو!!) .. أليس ذلك قمة "التعجيز والابتزاز"؟! بلى.. فيا"حافز" ليس كل المواطنبن لديهم انترنت، وليس كل المواطنين في شارع التحلية أو على كورنيش الجبيل حيث تغطي شبكة الانترنت المكان!! هؤلاء عاطلون من أبسط حقوقهم أن يحصلوا على الإعانة بدون شروط تعجيزية تقيهم ذُل السؤال وتساعدهم على تكاليف الحياة حتى تتحقق لهم فرصة عمل مناسبة وإلا فيجب أن تستمر .. لقد ثارت الشعوب من حولنا بسبب الفقر والبطالة بعد أن طال ليلُها.. فما الذي تفعله بحق عاطلينا؟!! فلا تستفزهم بهذه الطريقة، فالعاطل لن تتغير حياته في ظرف أسبوع !! وخصم 200 ريال لن تضر ميزانية الدولة التي يعرف عنها العالم "جملة مفيدة" تقول: " السعودية أكبر بلد مصدر للبترول في العالم "، بينما تضر بميزانية العاطل. يا"حافز" تنازل عن بعض شروطك التعجيزية كشرط العمر حتى لا تسمع مثل هذه المناشدة: (ناشدت مواطنة سعودية الجهات المختصة إعادة منحها مكافأة حافز بعد توقفها عنها بحجة تقدمها في العمر، مؤكدة أنها تعاني من ظروف مادية صعبة, وأضافت إنها كانت تستلم مكافأة حافز لمدة خمسة أشهر، قبل أن تنقطع عنها بسبب شرط العمر، الذي وصفته بالجائر، مشيرة إلى أنها طرقت الأبواب في محاولة لإيجاد وظيفة تغنيها عن "حافز" ولكن دون جدوى!!) يا"حافز" إن تحديد العمر في مادون ال 35 عاما هو الظلم بعينه، بينما يستطيع الإنسان العمل حتى سن ال 70 وأكثر ما لم يتعرض لمرض، ألا ترى يا"حافز" أن الكثير من مسئولينا ووزرائنا – ماشاء الله -قد تجاوزوا هذا العمر أو على وشك وهم يعملون بإخلاص، هل يعني ذلك –حسب نظريتك- أن ما فوق ال 35 عاما "عجزة" على مشارف الموت لا يستحقون الإعانة والبحث لهم عن عمل؟! في المقابل نجد أن صاحب المعالي نظام "ساهر" - لأنه يأخذ - انتشر انتشار النار بالهشيم بكاميراته الثابتة والمتحركة.. انطلق بسرعة "جنونية" دون حملة توعوية كافيه واتخذ "أسلوب الخدعة" للإيقاع بعابري السبيل كالتظاهر بأنه مجرد سيارة "متعطلة" بفتح "الكبوت"!! و الوقوف على الرصيف بوضع "عاكس للاتجاه" أو التخفي خلف اللوحات وبين السيارات الواقفة، أو رصد السرعة تحت جنح الظلام!! وكذلك وضع حد للسرعة متدني جداً وصل إلى 60 و 70 في طرق فسيحة ذات ثلاثة مسارات!! حتى أن "والدي" – أطال الله في عمره- الذي تجاوز السبعين عاما ويقود سيارته "بتأني" حصل على مخالفة!! ولم يستثني "ساهر" حتى سيارة الإسعاف!! التي لا تسقط المخالفة عن سائقها إلا بعد مراجعات ووثائق هو في غنى عنها.!! وبهذه الطرق انتفخت "كرش" "ساهر" من أموال المواطنين.! فيا"ساهر" ما هكذا تؤكل الكتف.. يجب أن لا تتخذ من هذه الأساليب المخالفة والغير حضارية وسيلة للرصد! فأنت تُعّلم الشباب طُرق التحايل، لذلك لا تلومهم إذا تحايلوا عليك بطمس اللوحة أو وضعوا الأجهزة التي "تكشف" مكانك، وإن كنت عادلاً فأرفع حد السرعة المقررة في كثير من شوارعنا إلى 90 أو 100 وعلى الطرق السريعة إلى 140، كما يجب أن تستثني سيارات الإسعاف التي لا تُسرع هكذا. أخيراً وبالمختصر المفيد: يا "حافز" أرجو أن تعيد صياغة شروطك كإلغاء شرط التحديث الأسبوعي، وتحقيق العدل والمساواة بين المواطنين، فلا تُفرّق بين ذي الثلاثين عاما والخمسين، فحق العمل من أبسط حقوقهم، وإن لم يتوفر فالإعانة واجبه. ويا "ساهر" يجب أن تطبق النظام بدون ظلم أو إجحاف أو خدعة أو تحايل. يوسف الميموني twitter.com/YOUSIFALMIMONY