الاقتصاد الإيراني ينحدر من سيئ إلى أسوأ, وقد وصل حسب المعطيات المتداولة الى مرحلة حرجه, وذلك بعدما طبقت قبل أشهر قليله على ايران العقوبات الاقتصادية من قبل المجتمع الدولي بسبب برنامجها النووي بغية خنق مواردها الماليه, وقد آتت تلك العقوبات نتائجها, مما حدا بأحد الساسة الإيرانيين أن يقول بأن فعالية تلك العقوبات تزداد يوما بعد يوم, وباستمرارها سيشل البلد أكثر مما لو حصل إجتياح عسكري.. يتفق الاقتصاديون على أن سبب الترهل الاقتصادي الإيراني, وسرعة انكشافه بمجرد تطبيق العقوبات, لاتعود الى فقر الدولة أو قلة مواردها, والتي تعتبر من أهم الدول المصدرة للنفط, وتمتلك ثالث أكبر احتياطيات للغاز في العالم , كما تعتبر من الدول الصناعية المتوسطة خاصة فيمايتعلق بصناعة المواد الإستهلاكية والأساسيه, إنما بسبب العبث الإداري الحكومي في الملف الإقتصادي طيلة السنوات الماضيه, وخاصة فيما يخص توزيع الموارد على الشعب وسد احتياجاته. تقول المعلومات بأن ما يقرب من 70% من موارد الدولة تذهب للصرف على المشاريع السياسية الخارجية " ليست تنمويه" والتي تتعلق بدعم كثير من جماعات التبشير الشيعية المنتشرة على مساحة واسعة من العالم, والباقي يتم صرفه داخاليا على الشعب الذي يبلغ تعداده 70 مليون نسمه, ويشكل الفقر فيه مانسبته 40% وهذا مستوى عال بلا شك. منذ سريان العقوبات انخفضت القيمة السوقية للريال الإيراني حتى وصل الى نصف قيمته, ويقول الخبراء الاقتصاديون إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فإن العملة الإيرانية ماضية بسرعة نحو الإنهيار, ومعلوم أن مزيد امن هبوط الريال يهدد بارتفاع معدل التضخم فوق ما هو حاصل الآن, وهذا سيقود إلى هروب رؤوس الأموال, وارتفاع السلع الأساسية الى مستويات خياليه أكثر مما هي عليه الآن وقد حصل ذلك بالفعل مع قطاع اللحوم, الذي سبب ارتفاعه ضجة على مستوى الدوله, فقامت الحكومة بدعمه ولكن الى متى؟, وهذا ينطبق على جميع السلع.. قال خبير في صندوق النقد الدولي إن متابعة انحدار العملة الإيرانية يمكن أن يلخص تأثير العقوبات على ايران , وسعر صرف الريال الايراني هو اكبر مصدر قلق للايرانيين وهو تحد لم يسبق له مثيل, وأن الاقتصاد الايراني يعاني اليوم من ركود قاتل ومستويات تظخم عاليه ومستويات بطالة تصل الى 30% .. بالطبع هناك مكابرة من النظام الايراني في الكشف أوالاعتراف بحقيقة الوضع القائم, و تغطية للأمر أمام الشعب, و هناك ايضا من وعي خطورة الأمر كهاشمي رفسنجاني الذي دعا الى إتباع سياسة أكثر مرونة مع الغرب وتقديم تنازلات لتفادي مايحدث.. الحكمة تقول اتق ثورة الجياع, ويبدو أن نظام ايران لم يستوعب بعد أنه مقبل على كارثة اقتصادية وطنيه, وأنه يواجهها با الأحلام والتمنيات التي لا تتصل بالواقع المعاش.. تركي الربيش [email protected]