التاريخ كلمة لا يمكن تجاوزها بسهولة فكم تأثرنا وبكينا وفرحنا وتمنينا مكانهم لرجال دخلوا التاريخ قرأنا أو سمعنا أو شاهدنا سيرة حياتهم وتاريخهم ... فمهما كنت تملك من مال وجاه وحتى سلطة لن تكون من رجال التاريخ الذين عرفتهم الإنسانية ... وقد يكون من رجال التاريخ من اشتهر بالسوء والقتل وتجاوز في ذلك مما جعله تاريخي في مجاله. ولكن رجال التاريخ الباقون وما يهمنا هم من تجاوز حاضره وذاته وعمل لغيره وحمل رؤية ورسالة حققها فترك لذاته التاريخية وليست الجسدية أثرا بقي وصنع له عمرا يتجاوز المألوف بل ويستمر لقرون, فرجال التاريخ تتعدد مآثرهم فالأنبياء هم عظماء ومنحهم الله هذا الشرف والبقاء, وأما ما دونهم فهم يختلفون بحجم وصفهم وتعظيمهم. ويمتد هذا الشرف والتاريخ الناصع لرجال حول الرسول أو الدائرة المقربة التي زادها شرف القرب أحداث صاحبتها نزول قرآن فيها... فهم يمتلكون هذا التشريف وخلود الذكر وليس لأحد أن يقيم هؤلاء وفق مفهومه وقناعاته أو يتجاوزهم تاريخيا. ورجال التاريخ لا يصنعهم طول البقاء في مكانهم أو عامل الزمن فالخليفة عمر بن عبد العزيز حكم سنتين وأشهر وبقي كرجل تاريخ في مجال الحكم والعدل حتى لقب بالخليفة الخامس فكم من كان قبله وبعده وطال حكمه ولم يحصل على ذلك. ولعل من الكلمات التي بقيت في أذهان الناس أن عمر المختار بقي أكثر من عمر جلاده ... ورجال التاريخ ليس بالضرورة أن يكون صاحب سلطة أو مال... إننا نملك من نماذج رجال التاريخ في أمتنا الإسلامية والعربية وعبر تاريخها المجيد, ولكن نحتاج لصناعة و نمذجة تاريخهم وعرضها كرسالة هدفنا فيها الآخر وأجيالنا القادمة... وبأي أسلوب قد نتفق على تفاصيله وقد نختلف, ولكن المهم هو مضمون تلك الرسالة والتي نرغب من خلالها في إيصال رجال التاريخ لدينا والذين غيروا التاريخ, قبل أن نكون كما نحن الآن أمام الآخرين .... رجال بلا تاريخ همسة رمضانية: رمضان شهر يجدد فينا ما غفلنا عنه في عامنا كله فهل سنكون كعادتنا نندم بعد رحيله... ونعد أنفسنا بأننا سنعوض في رمضان القادم ... لا تفوت الفرصة فرمضان لا زال في أوله ورمضان القادم قد لا تدركه... د سلطان فيصل السيحاني