هل يحق لنا أن نتصور في يوم ما ،أننا لن نلجأ إلى العلاج في الدول المجاورة خصوصا الأردن؟ فواقع الصحة يفرض علينا عدم المجازفة بصحة أجسادنا ،بعد أن أصبحت تلك الدول تمتلك سمعة جيدة مقارنة بمستوى الرعاية الصحية والكادر الطبي لدينا نحن أبناء الشمال. عندما يبادرك صديق بسؤالك عن حال مريضك وتجيبه بما آل إليه ،فانه سينصحك بأن (تشلع ) به إلى عمان،أي أن تذهب به إلى عمان وعلى عجل، وتلك نصيحة قد اعتدنا عليها منذ الأزل . لن تتعجب إذا علمت أن غالبية الأسر في مناطق الشمال تمتلك دليل لأرقام وعناوين لمستشفيات وأطباء أردنيين في جميع التخصصات وأجزاء الإنسان من شعر رأسه حتى أخمص قدميه بل ذلك الدليل أصبح من الضروريات لكل بيت . فمع تلك المشاريع والأرقام الضخمة التي نقرأها ونسمع بها يجب عليك أن لا تتوان في أن تسأل ،هل تغيّرت «الصحة»؟ وهل أصبحت على ما يرام؟ أم بقيت على حالها؟ التفكير في رفع أداء الكوادر الصحية في شمالنا العزيز وإعادة الثقة بينها وبين المريض أمر ليس سهلاً، ، فنحن دولة تمتلك الإمكانات المادية، وذلك أضعف الإيمان في قضية الصحة، فهل لو فكرت الوزارة في إنشاء صروح طبية تضم أجهزة متطورة وأطباء على مستوى عالٍ من المهارة سيعود على أهالي الشمال ، وهل فكرت الصحة في إنشاء مراكز صحية متخصصة في الأورام والقلب وو..،بدل المعاناة التي يتكبدونها جراء السفر إلى إحدى العاصمتين. وهل فكرت بأن تغنيهم عن إرسال مرضاهم إلى الخارج، وما يتبع ذلك من خسائر مادية ونفسية تجاوزت فواتيره المليار ريال ، وذلك هو الاستثمار الحقيقي. إذاً أين يكمن الخلل؟ وفي الوقت الذي تفكر فيه الكثير من الدول في تقليل هدر مواردها المالية عن طريق استثمار السياحة العلاجية،نجد أننا نعطى هذا الدور لغيرنا مع إننا أحق به بما لدينا من إمكانيات مادية تقف مستشفياتنا عاجزة عن تشخيص أي مرض بشكل دقيق! وأولويات علاج المريض. و لو نظرنا قليلاً إلى المستشفيات الشهيرة على مستوى العالم لوجدنا أن ما ذكرناه هو الذي حقق الشهرة لتلك المستشفيات، فالأمر لا يخرج عن توفير الكادر الطبي بما أن الأجهزة موجودة ، إذن لم يبقى شيء لنتحجج به، فنحن نمتلك الكثير الذي يحقق ذلك، ولم يبق إلا الكادر الطبي المتمكن الذي نرجو ان يكون جله من أبناء هذا الوطن العزيز ،وسيصبحون كثر لو وجدت النية التي (أخالها) صادقة. تذكير:معالي وزير الصحة الدكتور/عبد الله الربيعة صرح في أكتوبر2009 م بأنه سيفصل مرضى الشمال عن العلاج في الأردن ((فصلًا سياميًا))، وسيجعل الهجرة معاكسة إلى مستشفيات المملكة . م/جميعان النصار الشراري الجوف- محافظة القريات