قصة محزنة وقفت شخصياً على بعض فصولها... ابنة شرف وعز كان قدرها أن يكون تعيينها في مدينة في الجهة المغايرة لسكن أسرتها من بلادي المترامية الأطراف بينما مقر عمل زوجها في وسط المملكة . ارتحلت إلى هناك مع بداية العام الدراسي ولأن مدرستها في قرية لا يوجد فيها شقق مفروشة لتكون أكثر أماناً لها فقد اضطرت أن تسكن في شقق تبعد عن مدرستها مسيرة ساعة . اتفقت هي وصديقتها مع رجل خمسيني متزوج ينقلهم من الشقق إلى المدرسة والعكس . في البداية كان يأخذ معه زوجته ولما اطمأنت له بدأ يفاوت معتذرا أحياناً حتى أصبح ينقلهما بدون محرم . وقبل أيام وبعد أن نزلت صديقتها التي تسكن مع زوجها أحست المرأة بطول الطريق فتحت الستارة وفوجئت أنها بين مزارع ولما علم السائق بعلمها قبل أن يصل هدفه بادر بالهجوم لكنها بطريقة ذكية لا داعي لتفصيلها استطاعت أن تسلم من شره . عادت إلى الشقق ولم تستطع أن تصلي ذلك اليوم إلا جالسة بسبب الرعب الذي أصابها . دخلت أنا شخصياً في نهاية القصة لأنها لا تستطيع أن تخبر أي أحد من أهلها فهي كما تقول : لست بمقام أم المؤمنين عائشة وليس هو بمقام الصحابي الجليل صفوان المعطل رضي الله عنهم والذين لم يسلموا من الشك في عفتهم حتى من بعض الصحابة إلا بعد أن نزلت آية البراءة . إن هذه الجرأة هي نتيجة معرفة المجرم بنقطة الضعف عند المرأة وهذا يقع من الرجل في مواقع أخرى حينما يكون له علاقة عمل مع المرأة بل حتى من الباعة في المحال التجارية . هنا أتوقف لأتساءل : كيف يطمئن زوج وولي بنت ؟ وهل يكتفي أولئك أنهم لم ولن يعلموا بما قد يحدث لهن ؟. إن المخاطر متعددة من أي نقل بدون محرم وحتى لو كان معه محرم لكنه على قدر غير كاف من الثقة . فإن لم يكن هناك انجذاب عاطفي يفقد المرأة السيطرة هذا الانجذاب استطاع الرجل أن يبنيه طول فترة تواجده معها يقلل هيبة الشرف والنزاهة ويضعف المقاومة عند المرأة وإلا فسيكون الخطر عن طريق الإجبار الذي قد يفضي للابتزاز الدائم ، ذلك أن المرأة بعد الإجبار بين أمرين أحلاهما مر ولما تنظر المرأة بعين مصلحتها لا بعين العقل فإن الرضوخ للإجبار أيسر من أن ينكشف أمرها أو يطلع على ذلك أحد محارمها وخصوصاً زوجها وهذا هو الأقرب . وهنا أقول لهذا الولي الذي يتغاضى عن تلك المخاطر : من يهن يسهل الهوان عليه .... ما لجرح بميت إيلام إن المؤشرات التي نراها يومياً من بعض ناقلي البنات وأصحاب المشاوير الخاصة مريبة . تحركات وتصرفات مشبوهة تثير ألف علامة استفهام . سيارات مظللة بالكامل بينما تركب البنت والزوجة مع محرمها بدون تظليل . قائدي سيارات غير سعوديين بل وغير نظاميين ولهم في الطرق الملتوية مسارب مشهودة . ولكل عاقل أسأل : ماذا تتوقع من موصل مشاوير خاصة ينقل المرأة من البيت إلى السوق بخمسة ريالات فقط ؟ إن هذا المبلغ ليس إلا للتظليل وإلا فالأرباح مخفية . إلى متى تستمر تلك المهازل ؟ وإلى متى يتجاوز النظام عن تلك التجاوزات ؟ ومتى نجد نظاما صارما يضبط السيارة الناقلة من حيث التظليل ونوعية السيارة مع وضع سن معين وتخصيصه بالسعوديين المتزوجين لترافقه زوجته في كل مشوار ؟ . مقترح للغيورين وللمصونات دون أن ننتظر النظام : لو اجتمعت مجموعة من المعلمات أوالموظفات أو حتى الطالبات المضطرات للنقل على الاشتراك بإحضار سائق مع زوجته وشراء سيارة بسعر معقول لكان أقل تكلفة من الوضع الحالي وأكثر أمانا لهن ويستفدن منه أيضاً في مشاويرهن الخاصة . مقالاتي السابقة في عاجل على الرابط التالي : http://www.elwsata.com/uploads/1335329656_111.htm