غرد الأستاذ القدير سلطان المهوس طالبا بنشر ثقافة الشكر للمسؤول المخلص في عمله ، لعل ذلك يكون دافعا له على بذل المزيد من الجهد والعمل المخلص ، وقد وُوجِهَ ببعض الاعتراض من متابعيه الكرام بحجة أن الشكر عادة يكون للمحسن المتفضل ، وهذا لا ينطبق على المسؤول المكلف الذي يأخذ أجره من الدولة كاملا موفورا ، وقيامه بعمله أمر واجب عليه لا يستحق الشكر عليه ! ولكل قول حظه من النظر ، وقد كنت في أول الأمر أميل إلى الثاني وأرغب إليه ، ولكن بعد مداولة فكرية ، وتأنٍّ يسير في الأمر وجدت نفسي منحازا إلى فكرة الأستاذ سلطان ، وذلك من مبدأ ( من أخلّ بعمله كان مستحقا للعقاب ، فكذلك إن أحسن في عمله فإنه يستحق الثواب والشكر ) وهذا مبدأ شرعي قرره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " وفي بُضْعِ أحدكم صدقة ، قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وِزر ؟ فكذلك لو وضعها في حلال كان له فيها أجر " . إذن ، علينا أن نقول للمسؤول المخلص الناصح : شكرا جزيلا على الجهد المبذول ، وعليه هو أن يقابل شكرنا إياه بالشعور الحسن للاستمرار بهذا الأداء الطيب ، وأن يدرك أنه كما يتلقى الشكر على إحسانه فإن عليه أن يتلقى اللوم والمحاسبة والنقد إن زلت به قدم إلى الفساد والإهمال الوظيفي ، فالوطن أولا وثانيا وأخيرا ، وحق المواطن على المسؤول أمانة تعجز السموات والأرض عن حملها ، فليكن على قدر المسؤولية ، وليكن أهلا للشكر بعمله وإخلاصه وليس ببشته وترززه . قافلة : " يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون "* كتبه : علي بن سليمان الحامد القصيم - بريدة 1/6/1433 ه