نهى الإسلام العظيم كتاب وسنة عن ممارسة .. [ شهادة الزور ] .. بل انه في صدر الإسلام ظهرت حالات كثيرة من شهود الزور ، وتم معاقبتهم حسب القواعد والمبادئ الإسلامية وبخاصة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك عبر حادثة الزنا الشهيرة . المهم أن الإسلام العظيم.. [ يجرم] .. شاهد الزور بعقوبات رادعه وشديده أهمها.. [الجلد] .. كما فعل سيدنا عمر بن الخطاب حين جلد شهود الزور في قضية الزنا . والشهادة في القرآن المجيد ظهرت في الكثير من المواقع التي تدعو لاحترامها وادائها حسب الحق والحقيقة ، وذكر جلت قدرته أن كاتمها آثم قلبه ، وهذا هو .. [ صمت الإثم ] .. ، والغريب في أمر مجتمعنا هو انتشار .. [ ظاهرة شهود الزور ] .. ، وأصبحوا يشترون ويباعون وكأننا في احد أسواق النخاسة ، وخاصة من قبل بعض الأثرياء والأغنياء الذين يملكون القدرة الكاملة لشراء .. [ شهود الزور ] .. للانتصار على خصومهم في المحاكم الشرعية دون مراعاة لمخالفة الله الجبار المنتقم المتكبر . وهم جاهزون للشهادة في أي مكان وزمان . يفعلون ذلك بطلب وبدون طلب ارضاء لشهوة المال مقابل دراهم معدودات . وانا احد ضحايا هذه الظاهرة الخطيرة حين تكالب عليّ احد رجال الاعمال فانتصر على بالظلم وقوة المال والجاه . وقلت يومها حين استلمت الحكم الصادر ضدى دعاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : (( اللهم اني اعوذ بك من قهر الرجال )). فحل هذه الظاهرة الخطيرة والتي تشكل عبء ديننا واخلاقنا كبير على المجتمع وتماسكه هو .. [ حل بسيط ] .. وهو أن تقوم وزارة العدل بتأمين واستيراد .. [ جهاز كشف الكذب ] .. الذي تعمل به المحاكم في الدول الغربية .. [ لكشف الشهود وكذبهم ] .. وقد استفادوا كثيراً من هذا الجهاز ، ووضعه في مكتب كل قاضي بحيث يدرب على استخدامه القضاة . و يقوم القاضي بوضع الشاهد على كرسي جهاز الكذب لمعرفة الحقيقة . واعتقد ان أول من استخدم هذا الكرسي هو ا لقاضي ..[ الياس ].. حين طلب من المدعي عليه ان يجلس في مجلسه، وارسل المدعي. فسأل القاضي الياس المدعى سؤال اكتشف به كذبه . ثم تقوم وزارة العدل بوضع قوائم كبيرة تسمى قوائم .. [ شهود الزور ] .. يسجل في تلك القائمة كل من بينت القضايا أنه .. [ كاذب ] .. وتعميم تلك القائمة برقم السجل المدني .. [ للشاهد الكاذب ] .. على مستوى المملكة وتكون مثل قوائم الممنوعين من ا لسفر والمجرمين واصحاب السوابق . وتوضع هذه الاجهزة عند مداخل بوابات كل المحاكم الشرعية في بلادنا وبمختلف تخصصاتها وتكون بجوار الأجهزة الأمنية ، وتعمل أجهزة الكذب ابتداء من الدوام الحكومي الرسمي وتقفل عند نهاية الدوام بحيث تبرمج تلك الأجهزة بأسماء .. [ شهود الزور ].. فإذا مر الشاهد الكذاب والمزور من تحت الجهاز ، يقوم الجهاز بالصراخ وبصوت عال هذا شاهد كذاب ، هذا شاهد مزور ، فينفضح أمره وتطره وتمتعه الحراسات الامنية من الدخول للمحكمة ويشهر به ، والتشهير في الإسلام جزء من العقوبة. بهذا نكون قد قضينا على هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع السعودي ، واعتقد أنه لو طبق هذا النظام سنجد أن نسبة ..[ 85% ].. والله أعلم من الشهود تنطبق عليهم شهادة.[شهود الزور] .. ثم يبقى بعد ذلك تطبيق عقوبة .. [ شاهد الزور ] .. ، فيعاقب على كذبه ، ثم تنتشر صورته واسمه في الصحافة السعودية . وجهاز الكشف عن الكذب هو فكرة غربية متطورة عالجت الكثير والكثير من القضايا المهمة ،أن كشف الكذب هو علم كبير وقائم بداية وله فنوعه وعلومه و له ادواته وطرقه واثباتاته النفسية ، فلو دربنا قضاتنا على تعلم هذه المهارات المتعددة . فهذا العلم يوفر الوقت والجهد والاموال ويحفظ الاعراض والكرامات، ونبني مجتمع سليم ومرعوب من ظاهرة الكذب . وهو يشكل ثقافة الترهيب والترويع من الكذب ونعيش في مجتمع نظيف . والغرب اخذوا فكرة هذا الجهاز من الرومان عندما يكتشفوا ان المتقدم للشهادة ، شاهد كاذب ، فإنهم يقومون بوضع .. [ وشم ] .. على كف يده اليمنى ، لا يمكن إزالته ، وجرى العرف في محاكم الرومان أنه عندما يتقدم أحدهم للشهادة ، يطلب منه ان يرفع يده اليمنى أمام القاضي ، فإذا ظهر الوشم على كف اليد اليمنى فإن القاضي يطرد ويعاقب ذلك الشاهد ، والذي يرفض قبول شهادته مدى الحياة . والله ، اعتقد لو أنه طبقت لدينا هذه الطريقة المميزة لوجدنا أن نسبة كبيرة من الناس قد وشم كف يده بذلك الوشم . ولكنى أخاف من وضع ..[ الوشم ].. اليوم بسبب عمليات التحميل . التي تغير شكل الإنسان . كما أنني أتمنى من الله أن يكشف لنا كل هؤلاء الشهود المزعجين ، ولي صديق قريب مني واحبه ، ومشهور بروحه المرحة ولكن مشكلته الكذب وكثرة الحلف بالله وهو ( ح -س - ت ) أتمنى أن يطبق عليه هذا النظام الحديث كأول تجربة في بلادنا ، لأنه طلب مني عدة مرات أن أبحث له عن علاج لكذبه . واليوم وجدت له هذا العلاج السريع والعقلاني . الذي يحرمه التنقل من محكمة لأخرى لشهادة الزور. او الحضور لموائد غير مدعو لها ولكنه يذهب لكي يشبع فيها بطنه من الآكل ولسانه من الكذب . فأتمنى على الله جلت قدرته أن يكشف صاحبي ( ح -س - ت ) أمام الناس. حتى نرتاج من كثرت شهاداته المزورة . وأتمنى من وزارة العدل دراسة فكرتي والعمل على تطبيقها فوراً ، فهي سوف تختصر لها الكثير من الأعمال والإجراءات والقضايا ، فويل للكذابين . واللافت للنظر ان المدعين لديهم شهود جاهزون يأتون للمحاكم ..[ بالقلابات ].. او ما يسمى ..( بالدينا )).. ، وبعضهم يشحن باصات من اؤلئك الكذابين والمنافقين . أنه المال الذي يستخدم لإلحاق الأذى بالناس . ثم لماذا لا نأخذ بفكرة ..[ المحلفين ].. التي يعمل بها في الغرب . فهى فكره وجيه وعقلانية وموضوعية ، يعتمد عليها القضاء في الغرب كثيراً . خاصة انها تساعده في الوصول للحق والحقيقة ويكون المجتمع قد شارك في الحكم القضائي . وما دفعنى لكتابة هذا المقال هو كثرت وتفشى ظاهرة اقامة الدعاوي القضائية ضد الكتاب والمفكرين والشعراء . واصبحت موضة أو ..(([ بدعة ثقافية وسياسية ودينية ])).. ولكنها بدعة غير حسنة . اعتقد انه لو أخذنا بمثل هذه الافكار والمقترحات التي طرحتها في هذا المقال فسوف نعمل على تطوير القضاء والقضاة في بلادنا . قال تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) . وهناك يوم اسمه يوم الفصل . فلا تنسوا ذلك . والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض ، وساعة العرض ، وأثناء العرض . الدكتور زهير محمد جميل كتبي أديب وكاتب سعودي [email protected] twitter : Drzkutbi