المشكك بهذه المقولة تزول شكوكه بتاتاً عندما يرى المنتخب الأخضر يترنح خلال هذه الألفية بعد أن كان ذو مجد تليد في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي بين باكورة من البطولات القارية في الثمانينات والانطلاقة المونديالية في التسعينات . عندما تبدع في أمر ما وتصبح معتاداً على هذا الإبداع فيجب عليك تذكر أمر مهم ، وهو ربما أن إبداعك جاء لأن الآخرين لا يعملون ، وعندما يكون لديهم الإصرار والتخطيط السليم فبالتأكيد أنهم سيصلون لإبداعك يوما ما بل قد يتجاوزونك إن لم تطور إبداعك، وهذا بيت القصيد، فالتطور مهم حتى وإن وصلت القمة. للأسف الشديد منتخبنا لم يحافظ على القمة عندما وصلها عبر بطولاته الإقليمية والقارية والوصول لأربع مونديالات كانت المشاركة في ثلاث منها شرفية دون واحدة مُشرفة، هذا الإرث لم يتعزز لأن الأخضر لم يتطور، وكأنه نظر إلى الخصوم نظرة المستهين بهم وبإمكاناتهم ( أو هو ضرب من جنون العظمة )، فالمنتخبات المجاورة التي كنا ندك مرماها ذهاباً واياباً وبأقل مجهود قبل أكثر من عقد أصبحت لاتأخذ باكورة بطولاتها "كأس الخليج" إلا عن طريقنا ولا تتأهل للتصفيات النهائية للمونديال إلا بنفس الطريق الأخضر المعبد لمرور المنتخبات المتطورة ، وهذا تحديداً ما حصل للمنتخب العماني مع منافسه الحالي منتخبنا الأخضر، العمانيون الذين كانوا يفرحون في الثمانينات والتسعينات عندما يخسرون من الأخضر بفارق هدف!تطوروا وأصبحوا لايرضيهم إلا اقتناص البطولات وبطاقات التأهل على حسابنا! لأنهم لم يستكينوا لضعفهم بل عالجوه وتطوروا وهم في الطريق لتجاوزنا بكتابة تاريخ مجيد قد يتفوق في القريب العاجل على تاريخنا الرياضي العريق. عٌمان أخرجتنا من تصفيات 2014 والبحرين سبقتها فأخرجتنا من تصفيات 2010 ولا ندري فلربما لحقت بهم اليمن وأخرجتنا من تصفيات 2018!، فالجميع تطور وسيتطور ونحن ما زلنا نتغنى بالماضي. من كان ضعيفاً تطور وتجاوزنا ومن كان قوياً ظل قوياً ككوريا واليابان وإيران هذه المنتخبات التي كانت تحسب لنا ألف حساب أصبحت تتمنى أن يحالفها الحظ فتجمعنا القرعة بها في أي مجموعة ما لأخذ نصيبها من هذا الأخضر المترنح. أخيراً لدي أسئلة ساترك إجابتها لمن يقرا هذه السطور.. . هل كنا فعلاً أقوياء في قارتنا سابقاً ثم ترنحنا الآن، أم أننا لم نكن كذلك ولكن كان الخصوم ضعفاء فكنا نحقق الانتصارات بأقل مجهود و عندما نهض الخصوم وتطوروا عدنا إلى موقعنا الطبيعي. . هل كان الجيل السابق باني نهضتنا الكروية أكثر ولاءً من الجيل الحالي أم أنه كان يخشى عقاباً من "المسئولين" إن هو قصر في أداء مهامه ويرتجي ثواباً جزلاً إن هو أدى بكل إتقان. . وهل فعلاً أن الجيل الحالي لايخشى عقاباً على تقصيره المتكرر لأنه لم يجرب العقاب بعد! وأن فكر في جزيل الثواب فأنديتهم تُجزل الثواب أكثر من المنتخب. . هل الإعلام الرياضي وحده هو المتهم بهذا الترنح وذلك بإطرائه بمناسبة وبدون، بلاعبي المنتخب وتزيين القرارات الخاطئة للمسئولين بالإشادة الفارغة سواء أكانت الإشادة تملقاً أو خشية. . هل كان رأس الهرم الرياضي في السابق قوي وقيادي فكان النتاج ايجابياً، وأصبح الآن غير ذلك البتة فأصبح النتاج سلبياً. كل تلك استفسارات ربما يصح بعضها إن لم يكن جلها! أجوبة، لهذا الفشل المتكرر لكرتنا، رغم الإنفاق الباذخ في سبيل الوصول للمبتغى ولكن دون جدوى تذكر، فمدربنا هو الأغلى في المنطقة وعقود لاعبينا هي الأكبر بين نظرائهم في المنطقة، ومع ذلك فالكل متقدم علينا في الخمسة أعوام الأخيرة حتى أن البعض منهم أخذ نصيبه منا بمدربين مواطنيين ولاعبين هواة. وقفة: ليس هناك أسرار للنجاح، انه نتيجة التحضير، والعمل الجاد، والتعلم من الأخطاء. " من كتاب 365 طريقة للنجاح " سلطان الفراج [email protected]