دقائق قاتلة عشنا فيها الفرح وتجرعنا بعدها مرارة الحزن.. إنها لحظات قاتلة ضاع فيها الحلم الخامس وتحول إلى كابوس سيبقى يؤرق مضاجعنا لأربع سنوات قادمة، سينتهي خلالها حلم جيل من اللاعبين، وسيتابعون مونديالات قادمة من خلف الشاشات بعد أن سجلوا أنفسهم ضمن الغائبين، وإن شئتم الخائبين. الفريق الأحمر كان الأفضل حضورا ورغبة وتكتيكا وتوازنا، وفي المقابل لم يكن دور بيسيرو يفرق كثيرا عن دور أي مشجع في أقصى المدرج. ما حدث نهاية حلم وبداية فتح صفحات من التساؤلات ماذا حدث ولماذا أصبحنا نفشل في التعامل مع الخصوم؟ هل هم تطوروا أم نحن تراجعنا؟ هل الكوريون الشماليون والأشقاء البحرينيون أفضل منا فكرا وتكتيكا ورغبة ونجوما؟ لمعرفة الإجابة عودوا قليلا إلى الوراء وتابعوا كيف استعد البحرينيون للقاءي الملحق وكيف كان استعدادنا نحن؟ هل هي الثقة أم سوء التخطيط أم عدم احترام الخصوم أم جميعها معا؟ ليلة محبطة ودقائق قاتلة خرج منها أكثر من خمسين ألف مشجع وهو يفركون أعينهم غير مصدقين. من قتل طموحهم؟ من أعادنا سنوات إلى الوراء؟ من أبقانا متفرجين؟.. من ومن ومن أسئلة كثيرة تحتاج إلى فتح ملفات وإجابة عن كل التساؤلات. أما تقييد القضية ضد مجهول وتحميلها طرفا بعينه دون غيره فسيبقينا كما نحن وسنواصل التراجع وغيرنا يتقدم. السؤال الكبير: من يتحمل المسؤولية؟ ومن يعيد لهذه الجماهير ثقتها بمنتخبها الذي واصل خذلانها وهي تواصل الحضور؟ إنها قصة حب غير متكافئة. سؤال أخير وردني من كل الاتجاهات يقول: لماذا عبدالله عمر ظهير أيمن المنتخب البحريني تحول من أحياء جدة التي تربى فيها وتشرب عشق هذا البلد وتعلم عاداته إلى البحرين أم نحن الأحق به؟ إنه سؤال آخر يحتاج إلى إجابة بحجم الإحباط الذي عشناه. شكرا للجماهير التي ساندت، وشكرا للإخوة في البحرين الذين كشفوا الأخضر أمام جماهيرهم.. ولا عزاء لكل من ساهم في نهاية حلم الوصول الخامس. حذرت في مقال الأمس من أخطاء بيسيرو ومن ضعف التكتيك وقراءة الخصوم، ولم يخب ظني، وكان أحد عناصر الإخفاق ولكنه ليس كلها، فالعمل تكاملي والنجاح والفشل ينسبان للجميع، ومن يقل غير ذلك فإما مخادعا وإما غير قادر على تحمل المسؤولية. وحتى تفتح صفحة الإخفاق.. علينا أن ننتظر من يحدد السبب ومن يعلق الجرس؟!!