إنها ليست معابر غزة ، وليس من أغلقها جنود إسرائيليون وإنما هي معابر بريدة التي كانت في يوم من الأيام سالكة ومفتوحة تؤدي خدماتها وتربط جنوبالمدينة مع شمالها وشرقها مع غربها أغلقها أبناء جلدتها ومن نسيجها الوطني وهذا ما يجعل المشهد المأسوي أشد ضراوة على النفس . بالأمس القريب أغلقوا تماماً طريق الأربعين بجدارٍ عازل والذي يعتبر امتدادا طبيعياً لشارع الصناعة ، وبدلاً من أن يقيموا جسراً على ملتقاه مع طريق الملك فهد فصلوا هذا الشارع وتركوا الناس القادمين إلى وسط المدينة يتخبطون لا يدرون أين يذهبون . هذا الطريق ياسادة لا يمكن أن يستغني عنه الناس لأنه الشريان الثاني الكبير بعد طريق الملك عبد العزيز الذي يغذي أسواق المدينة ، كما أن المدن الصناعية الكبيرة تنتشر على جوانبه ، والكلية التقنية بكل أقسامها والتي يفد إليها الطلاب من جميع مناطق القصيم ، وكذلك مقر إدارة الجوازات ، وأسواق الغد ، ومدرسة الأحداث وغيرها وغيرها كثير ومداخل عديدة للأحياء الكبيرة , وأهم من ذلك كله مبنى البلدية على جانبه الشرقي . وكما وضحت في الموضوع السابق أنه مجرى مهمٌ لكل السيول التي تنحدر إليه من شمال المدينة . كل هذا راح بجرة قلم لا تدري ولا تعلم ماذا فعلت . هذه ياسادة مدينة مليونية هل تعلمون ماذا تعني مليونية حتى قمتم بإغلاقها؟ . هل تعلمون أن محيط هذه المدينة يبلغ أكثر من خمسة وخمسين كيلو متراً ويسكنها حوالي مليوناً من المواطنين وما يقارب هذا العدد من المقيمين والوافدين مع مئات الآلاف من الناس الذين يدخلونها ويخرجون منها إِما للعمل أو للتسوق من أنحاء منطقة القصيم وحائل ومنطقة الجوف والحدود الشمالية ومن منطقة الزلفي والمجمعة ومن أبناء القصيم جميعها يدخلونها صباحاً وبكل هذه الكثافة ويخرجون منها ليلاً مع تلك المعابر التي أغلقتموها , يتسوق منها سكان المناطق هذه حتى تقصر المسافة عن مدينة الرياض كما أنها أرخص أسعاراً ويتوفر فيها سلع وبضائع يمكن أن لا تجدها في منطقة الرياض بسهولة . ولم يكتفوا بذلك بل أغلقوا معبر شارع العدل ومعبر شارع عبد الإله ابن عبد العزيز أيضاً ودفنوها حتى لم تكن موجودة إلى الأبد . ولم يكتفوا بكتل خرسانية يمكن إزالتها عند الحاجة بل بجدران عازلة لا يمكن زحزحتها . وإن كانت مخصصات الجسور والكباري التي رصدت لطريق الملك فهد لا تكفي لماذا لم تفكروا بطرق أخرى غير الإِغلاق والعزل ؟. لماذا لم تفكروا بحلول أُخرى غير تلك الحلول الغبية وعندما تستحيل الحلول فهناك وسيلة أُخرى يمكن أن يشترك بها جميع المواطنين بالمساهمة بها ، وتتمثل بإنشاء صندوقٍ خيري يمكن أن يساهم بحل الأزمة وتحصيل مبالغ كافية لتأمين ما تبقى من جسور وكباري بدل هذا الإغلاق الجائر . هم الآن أغلقوا ثلاثة معابر مهمة ، وهم الآن ينتظرون حتى تنتهي فترة غضب الأهالي وينسى الناس الكارثة ويقبلون بالأمر الواقع حتى يأتي اليوم المقرر ، وهو إغلاق معبر الخماسية ، على طريق الطرفية عندما يلتقي بطريق الملك فهد بلا جسور أو كباري وإنما بجدار عازل يشبه جدار الصين العظيم وكأن والله العظيم لا تستطيع ميزانية الدولة أن تخصص مبلغاً زهيداً لإقامة ذلك الجسر الصغير . هل فعلاً لا تستطيع أرصدة الدولة والوطن أن تخصص هذا المبلغ ؟ هذا التقاطع الخماسي تلتقي فيه كل طرقات "روما" .. طريق الطرفية والذي تسير من خلاله كل السيارات والشاحنات القادمة من مصنع الأسمنت ومدن الأسياح وقبه ، وطريق الوطاة الذي تسير من خلاله السيارات القادمة من بلدة عين ابن فيصل وكل البلدات الواقعة على طريق البطين من شاحنات وأفراد ، وجميع تلك السيارات تصب في هذا التقاطع وهي متجهة إلى وسط المدينة أو أحيائها الغربية والجنوبية وكل من يريد أن يتجه إلى الأسواق والدوائر الحكومية جميعهم سوف ينحرفون مجبرين إلى طريق الثلاثين الذي ينحدر إلى طريق الملك عبد الله حيث يلتقون مع الشاحنات وسيارات الأفراد التي تسلك طريق الملك عبد الله عند تقاطع دوار النافورة التي هي الآن تعاني من اختناقات مرورية كبيرة وحوادث مستمرة يومياً . جميع السيارات التي تخرج من وسط المدينة من جهة تقاطع الخماسية الثانية أي خماسية المحكمة الكبرى والمتجهون إلى طريق الطرفية أو إلى أحياء الفايزية والصفراء سوف يجدون أنفسهم عندما يصلون إلى تقاطع الخماسية أنهم ينحرفون إلى اليمين شرقاً متخذين طريق الملك فهد حتى يصلوا إلى الجسر الذي يقع على تقاطع طريق الملك فهد مع الدائري الداخلي ثم يعودون مرة أخرى متخذين طريق الطرفية في أثناء عودتهم وكل السيارات القادمة من الفايزية والصفراء وغرب المدينة والذين ينحدرون إلى طريق الثلاثين يجدون أنفسهم إما ينحرفوا يميناً أو يعودوا من حيث أتوا يساراً حيث تعم الفوضى نتيجة إغلاق هذا المعبر . وكذلك القادم من الطريق الدائري ويسير في طريق الملك فهد ويتهيئ لدخول المدينة عن طريق شارع الثلاثين فإنه يجد نفسه وهو ينحرف يميناً ثم يضيع هناك في متاهات لا يدري أين يذهب ؟ أرجوكم قولوا لي : هل هذه مزحة (( ثقيلة دم )) أم احتيال جديد لإعادة التمويل مرة أخرى حيث ضاع التمويل القديم وتفرق بين القبائل أم ماذا ؟ جميع من يقال عنهم أنهم مسئولون عن هذه العمل مختفون وإلى الآن لم يظهر شجاع واحدٌ منهم يقول لنا ماذا حصل ؟ بل ينتظروننا نمتص الضربة الأولى حتى يبدأوا في تنفيذ الثانية ، جميعهم مختبئون تحت الأسوار التي صنعوها لم نسمع بتحقيق ما بدأ يسحبهم واحداً تلو الآخر . صمت مطبق !!! في الردود السابقة من الأخوة الذين تفاعلوا مع الموضوع حاول البعض منهم حرف القضية واستمات في ذلك ، وحاول توريط الطرف الأضعف وهي الشركة التي قامت بالتنفيذ ولكننا جميعاً نعرف أن الشركة المنفذة بعيدة عن هذا كله وليست لها يد بما حصل دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها ونضع النقاط على الحروف ونتجه مباشرة إلى المتهم الأول وهي إدارة النقل ووزارتها هي المسئولة الأولى . واتركوا ذلك الذي طلب طردي من ترابي ووطني . أنها محاولات يائسة لتفادي الأمر وتعويم المسؤولية . حكومتنا أعزها الله بقيادة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز صاحب الشهرة العالمية (( ملك القلوب )) دعم كل المشاريع بسخاء سواءً في بريدة أو كل مدن المملكة وشدد كثيراً على النزاهة وعدم تبديد المال العام وطلب من كل الكُتاب أن يسهموا في كشف أولئك الذين يحاولون هز الثقة بين الحاكم والمحكوم ونحن اليوم بأشد الحاجة إلى رص الصفوف ومواجهة تلك الأعاصير التي تحوم حولنا ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسمح لمثل هؤلاء أن يفككوا الصلة التي تربط الشعب بحكومته كل هذا وأكثر شدد عليها خادم الحرمين ولهذا فإنني أهُيب بأميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ابن بندر بن عبدالعزيز قائد هذه المنطقة أن يقف معنا هذا الموقف المؤلم وأن يبحث عن تلك اليد الخفية التي عبثت بمشاريعنا وشوهتها . كيف لا وهو الأمير الزاهد ابن الزاهد. أقول لهذا الإٍبن العاقل المتعقل أن يقف معنا في قضيتنا وله منا جميعاً الشكر والتقدير والاحترام ، كما كنا نعرف وقفاته ال*****ة والعاطفية في أفراحنا وأتراحنا . نجده دائماً سباقاً إلى الأفراح يضحك وهو يهنئ ، وفي أتراحنا يبكي وهو يعزي . موسى النقيدان