نعم حكاية ألم بدايتها مؤلمة ينسجها لكم قلمي ليس من الخيال بل من أرض الواقع المحيط بنا , مع فئة ابتلاهم المولى سبحانه بإعاقات مختلفة لحِكم يعلمها عزوجل وهم (ذوي الاحتياجات الخاصة ) , لكن تدرون أين موضع حكاية ألم ؟ , حينما نسمع عن التعذيب و الإهمال الذي يتعرضون له في مراكز التأهيل الشامل , والتي للأسف الشديد اسم على غير مسمى , أين الاهتمام والعناية بهم التي تقولونها في أحاديثكم يا مسؤولي مراكز التأهيل الشامل ؟ , فقد فاحت روائح ما يحصل في تلك المراكز عبر وسائل الإعلام , شتى وسائل المعاناة والقسوة متوفرة فيها وذلك بسبب الموظفين والموظفات أولئك الذين أتوا ليعملوا من أجل الراتب ليس حبهم في ذلك العمل بل لممارسة أبشع الجرائم الإنسانية , فهذا معاق تعرض لضرب , و آخر تعرض لسكب ماء حار , و آخر تعرض لمرض نفسي بسبب المشهد المأساوي اليومي الذي يراه أمامه , وما خفي كان أعظم . بالإضافة إلى تلك الآلام التي يقاسونها هذه الفئة الغالية , هناك ألم آخر و هو (عدم زيارة الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم في مراكز التأهيل الشامل ونسيانهم ) , أليس هذا إنسان له مشاعر و أحاسيس ؟ لما هذه النظرة الدونية لهذا المعاق ؟ , لأنه عاجز ........ لأنه معاق أردتم التخلص منه , فهناك معاقين ومعاقات أعطاهم الله سبحانه البصيرة والذكاء ساهموا في تطوير مجتمعهم و رفعوا اسم وطنهم في أعالي القمم وهم على كراسي متحركة , فالتاريخ دون أسمائهم في سجلاته لتبقى انجازاتهم العظيمة فخر الأجيال على مر العصور . أما أنتِ يا وزارة الشؤون الاجتماعية أفيقي من سباتكِ العميق الذي طالت مدته , انتبهوا مما يحدث في مراكز المعاقين فهؤلاء الفئة أمانة في أعناقكم , لذا اقترح عليكم بعمل دورات تدريبية لمن يعمل بتلك المراكز تعلمهم طريقة التعامل الحسنة معهم ومراعاتهم و طرق العناية بهم, و توظيف خبراء مختصين بذلك و مراقبين لمراقبة ما يحدث, و أيضاً وضع حوافز معنوية و مادية لمن يعمل بأمانة و إخلاص في سبيل الحفاظ على هذه الفئة العزيزة . ها قد استوقف قلمي ليُلقي أعظم التحايا إلى كل معاق ومعاقة , و يخبركم بأنه مهما وضعت لكم الدنيا من عثرات و عقبات ستتخطونها بإذن الله , و أعلموا بأن المولى سبحانه ابتلاكم لأنه يحبكم (إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه) , فأنتم لديكم إمكانات وقدرات بإمكانكم استغلالها لتُصبحوا بعد ذلك نجوم لامعة لا تُنسى!!. خديجة حمدي البدراني