تطرأ بعض العثرات في منتصف المشوار والتي لم يسبق لي المرور بها حتى أعتبر لها وأقيم لها الموازين لذا قد ألجأ -على حسب العثرة- إلى تحكيم المضغة التي إن صلحت صلح معها جُلَّ عملي وذلك حينما يشتد الصراع بينها وبين مُحدّد المنطق..خاصة وأنه دائماً ما تكون توجهات القلب مقارنة بتوجهات العقل هي المُثلى ، ولكن بالمقابل تكون الأولى حسب الطبيعة البشرية الأريح بلا تضليل...ونحنُ في خضم الانخراط بأمورنا اليومية والدورية، الرئيسي منها والثانوي تعترضنا قضايا يشعر القلب فيها بأن الحلول المقدمة من النخاع قيودا تفرض زعامتها بصرامة وبالمقابل ، يعتبر العقل العواطف التي تنطلق و تتفاعل جرائها خفقات القلب خروج هامشي في منتهى السخافة .. هذا إن لم يفسر التأمل بشأنها على أنه نزول عن الرصانة إلى شهوات النفس ، وهو في الحقيقة لا يعني ذلك لأنه بحدود المباح أولاً ، وعملاً بإن"لنفسك عليك حق"...لذا علينا تلبية ما تحتاجه أنفسنا منا حتى يتسنّى لنا الوصول باللامنطق إلى المنطق في موافقة حاسمة لا تعارض فيها شريطة أن لا تتعدى احتياجاتنا حدود الله تفادياً لانقلاب الميزان وسخط الرب علينا.. وعلى ضوء هذا أفضّل أن أكون في قمة الاستمتاع الروحي والانتشاء العاطفي أمام نفسي ولو أدّى ذلك إلى خروجي بنظر "المتشددين" إلى امرأة في امرأة اختارت الباطل وفضلت الريف على المدينة ، من قال أن القلوب خطيئة ؟ وأن العقول دائماً نظيفة ؟ من يتهم قلوب الآخرين بالخلل فهو بالواقع يفتقر إلى الوصول إلى روحه واستخلاص أفضل مايغمرها، متقشف جامد ، و من لم يلفت أنظاره إلى الجزء الأيسر الذي يقرع في صدره فهو حتماً لا يدرك مدى قيمته ، فلنقم باستعراض مآل أنفسنا من دون الاثنين ولنقيّم مدى حاجتنا إليهما...فليس كل من وافق قلبه عليل وليس كل من وافق عقله صحيح ، و صلى الله وسلم على من قال " خير الأمور أوسطها"... غادَة عبدالعزيز الحسون القصيم/بريدة