من أولى بأموال رتب المعلمين ؟! يتناقل المعلمون بأن وزارة التربية والتعليم تسعى لما يسمى رتب المعلمين وإمكانية منح المعلم الخبير والأول درجات في سلمهم الوظيفي مقابل خبرته وما شابه ذلك ، ومنذ وقت طويل وأنا أريد صيد هذه المعلومة والتعليق عليها ولكن فيما يبدو سأضطر لذلك . هناك نقاط محددة لكي يحصل المعلم على رتبة معلم خبير وأول ومساعد ، وهي سنوات الخدمة ومعدل الجامعة والدورات والشهادات الزائدة والكتابات العلمية عبر الكتب والمشاركات والخبرات ، إضافة لاجتياز اختبار مهني يعده مركز القياس الوطني ، ودفع رسوم جمعية المعلمين بعد إنشاءها كل أربع أو خمس سنوات والحصول على رخصة المعلمين ، وغير ذلك وبحسب النقاط وقوتها يحصل المعلم على الرتبة التي تناسب وضعه ، تحفيزا للمميزين وتشجيعا للنمو المهني والمعرفي لدى المعلمين والمعلمات ، وسيميز المعلم في كل رتبة بدرجات عبر سلمه الوظيفي كدرجة ودرجتين وثلاث مع تخفيض نصاب بعض الرتب وتكليفه بمهام يقوم بها بالتعاون مع زملاء المدرسة ، والمشروع له أكثر من خمس سنوات ومنذ سنوات ووزارة التربية والتعليم تحاول توفير بعض المميزات للمميزين وتشكر على ذلك. المعلمون والمعلمات المنقوصة رواتبهم ورواتبهن أولى بهذه الدرجات لتعويضهم عن السابق واللاحق والحالي ، وإذا كان عدد المعلمين المتوقع تصنيفهم بما يسمى المعلم الخبير أو الأول مائة ألف معلم ومعلمة ممن لم تنقص رواتبهم ، فهذا يعني بأنهم سيحصلون على درجات في سلمهم وأموالا طائلة تغطي أكثر من حقوق المعلمين والمعلمات ، ولو منحت أموالها لمن ينتظر حقه المنقوص قبل منحها لغيرهم لكان أولى وأقرب للعدل والمنطقية. التفكير بما يفكر به المعلم يجب أن يكون من أولويات المسؤول التربوي ، لأنه لا يعقل تقديم المستحب على الواجب ، فمنح المعلم الخبير زيادة على راتبه ، لأنه خدم منذ عشرين عاما يعتبر مستحبا ، بينما منح المعلم المنقوص راتبه واجبا ، ويتأكد الوجوب إذا كان لدى الميزانية فائضا ستمنحه لمن لا يشعر بالغبن ، فقط لأنه خدم سنوات ، وقد يكون أقل أداء من المعلم الأقل خبرة. إذا كانت مبررات رتب المعلمين على طاولة المسؤول ، فيجب أن يمنحها مزيدا من الوقت ، فأظن عمرها لا يتعدى عشر سنوات ، بينما عمر مشكلة بند 105 تجاوز العشر سنوات وقارب على العشرين ، وإذا مضى على علاج المشكلة القائمة عشر سنوات فعلى المسؤول أن يدني رتب المعلمين ويزيد عليها كيفما شاء ، فالدائن أحق بالسداد ، والإحسان للفقير أولى من المسكين. إذا كان هذا هو عام المعلم وعام المعلمة ، فمرروا طلب منح المعلمين الدرجات المستحقة والمتناسبة مع خبرتهم وخدمتهم ، لا أن تطلبوا ملأ جيوب من امتلأت جيوبهم من الخيرات. هذا الواقع وهذا الحديث الشفاف حول خطوة رتب المعلمين واستبعاد الدرجات المستحقة يجر إلى غيره من الحديث فعدد من المعلمين من دفعتين منحوا الدرجات المستحقة بأثر رجعي بعد نفاذ تطبيق التوجيهات بشأن المستويات التعليمية ، وفي المقابل تم تأخير أو استبعاد البقية التي تبكي من نقص الرواتب مقارنة بمن سبق ولحق من المعلمين ، ولأن المعلم لا يجد جهة تعاونية تدافع عنه كما لدى غيره من المعلمين في البلاد الأخرى يأتي الحديث تباعا ومبعثرا ومشتتا وارتجاليا ، وما شابه ذلك ، فأكرموا المعلمين والمعلمات في عامهم وعامهن ، ليس بالرتب بل بالمستحق. وفروا كل ما سوف يدفع من أموال لمن هم وهن في انتظار طال زمنه والقطار يسير بمن سبق ومن لحق ممن لم يكتووا بالبند والمستويات الأقل ، ولكن بسرعة وراحة ، والمنقوصون والمنقوصات في تعثر وشتات وديون وحاجة. يعاني الكثير من المعلمين والمعلمات المنقوصة رواتبهم من النقص وعانوا سابقا وسيعانون لاحقا إذا فضلت عليهم رتب المعلمين ، فهل من نفس كريمة وصادقة مع هؤلاء وتلك ، وبحجة وقوة استحقاق رتب المعلمين ؟! إن كان من فائض مال لدى ميزانية وزارة التربية والتعليم ستجعله في أيدي من لا يعاني نقصا فالأولى بها من نقصت رواتبهم ، ليس فقط عن المستحق من أموال الرواتب ، بل عن كل وقت مضى تعويضا ، فقط لحقت بهم الأضرار وتسيدهم الدين والهم والغم. كلمات صادقة أنشدها ولا أستعيرها ، وكلمات شفافة أقلبها ولا أخفيها ، وطريق رسمي أستلمه ولا أميل عنه ، عبر صحيفة رسمية عودتنا على المشاركة ، وتعامل راقي وحجة قوية "المعلمون والمعلمات المنقوصة رواتبهم أولى بأموال درجات رتب المعلمين عن ما سبق وما هو واقع وما متوقع في المستقبل من النقص". شاكر بن صالح السليم [email protected]