رغم أنني أصاب بالغثيان عندما أشاهد الإعلام الرسمي السوري والمؤتمرات القُطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وتصريحات المسئولين السوريين ، إلا أنني بعد ظهر امس الاثنين أضطريت أن أشاهد تلك المسرحية المحزنة ، المؤتمر الصحفي أو بالأصح المسرح الصحفي للسيد وليد المعلم أو ( بليد المغلّم ) . من المعروف أن المسرحية يتحدث فيها الممثل على خشبة المسرح ويهتف له الجهور أو يكتفوا بالتصفيق ولكن مسرحية المعلم كان أبطالها من الجمهور وهم الصحفيون وبطل المسرحية وهو الوزير ، وتجلت فصول المسرحية في الحضور الإعلامي المنتقى بعناية من مذيعي قناة العالم ( الإيرانية ) والفضائية السورية الإخبارية السورية قناة الدنيا ( الشيعية ) قناة المنار التابعة لحزب الله الإيراني قناة الكوثر (شوف وجه القنوات وأحلب كذب ) وبعض وكالات الصحافة الروسية وكالات الأنباء العربية المتضامنة مع النظام في غياب تام لقناة الجماهيرية العظمى !!!!! حين تتأمل في طريقة طرح السؤال من قبل بعض المذيعين فأنك تلاحظ صحفيين نزعت منهم الحرفية الإعلامية تماما ، وتحولوا إلى موظفين في حزب البعث ، حيث يقوم المذيع بتوجيه السؤال ( المتفق على طرحه ) ويمغطه تمغيطاً والمعلم يهز رأسه وكأنه يريد أن يكمل السؤال لأنه حفظه منذ البروفات ، يقوم المذيع الآخر بتوجيه اللوم للنظام لأنه مكن الآخرين وبقي في موقف المدافع ولم يقم بخطوه هجوميه يعود بعدها بطل المسرحية يهز رأسه ويقول لأننا حريصون على التضامن العربي ونتصرف بحكمة وهدوء ، . والسائل ولا مسؤول يعلمان أنه نظامهما يرقص رقصة المذبوح !!! ثم تقوم مذيعه وتقول معالي الوزير لماذا تأخر الحل الأمني في حمص الناس هناك يستنجدون بالجيش ويتعرضون للقتل من العصابات المندسه ؟ فيرد عليها الوزير ويقول نحن سحبنا الجيش لأننا ملتزمون بالمبادرة العربية !!!!!المذيعة تقدم سؤالاً يحمل المبرر !! كي اكون موضوعياً هناك شخصية في المسرحية الصحفية يبدو أنها خمسينية العمر تقدمت بسؤال جريء ولكنه بتُر وأتوقع أنها تلقت إشارة جعلتها تتلعثم وتدخل إلى سؤال آخر . !!! حين نظرت إلى المعلم ( المغلوب على أمره ) ومسرحيته الاستعراضية الهزلية تذكرت الوزراء ضحايا الدكتاتوريين الذين لا يملكون حلاً ولا عقدأً من أمثال طارق عزيز وناجي صبري وموسى كوسا ،، فأما وليد المعلم إلا فصلاً من فصول المأساة ،،هل تذكرون ماذا قال طارق عزيز وهو غير مقتنع فيما قال ( سيعلم العالم أن السيد المهيب الركن صدام حسين سيخلد أم المعارك )؟؟؟ جاء بعده ناجي صبري قبل الاحتلال الأمريكي وسئل في القاهرة ماذا تتوقعون أن تفعل أمريكا فقال ولتفعل ما تشاء ( سندفنها في طين الفرات ) وجاء المعلم وقال ( سنمسح أوروبا من الخريطة ) . حين يقوم النظام بتمثيل المسرحيات بكل جد وغباء فأعلموا أنه يحتضر !! ومقولة الفاتح العظيم أرقصوا وغنوا خير دليل وأقرب شاهد !!!! نواف بن جار الله المالكي [email protected]