يعجز القلم عن التعبير، ويعجز اللسان عن البيان إذا كانت الشخصية التي أمامك شخصية عالمية إنسانية خيرية، جمعت بين السياسة والقيادة والحكمة والهيبة والنخوة والتواضع والرحمة، هذه الصفات منحة إلهية وعطية ربانية اجتمعت في شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي تلقينا نبأ وفاته بل تلقاه العالم كله ببالغ الحزن وعميق الأسى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. لقد وافته المنية رحمه الله بعد حياة زاخرة بالعطاء والتضحية والإنجازات المشهودة والمواقف النبيلة، نذر فيها نفسه لخدمة دينه ومليكه وشعبه ووطنه وأمته العربية والإسلامية. إن من يطلع على سيرته والمناصب والمسؤوليات التي تقلدها واللجان الإنسانية والخيرية التي يترأسها طيلة حياته يدرك أنه أمام رجل عظيم سجل أعماله بمداد من ذهب في صفحات التاريخ، لقد كانت أياديه بيضاء من أعمال الخير والبر والإحسان فكم من دموع لليتامى كفكفها وكم من نساء أرامل واساها وكم من حالات فقر رسم الابتسامة على أصحابها وكم من حاجة للمعاقين قضاها، ولم تقتصر أعماله على أهل هذه البلاد بل امتدت لتشمل المحتاجين في أقطار العالم بأسره، وهذا ليس بمستغرب على رجل نشأ في كنف والده القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود فقد كان لملازمته وإخوانه من الملوك بعد والده أثر كبير في إكسابه الخبرة العملية والحنكة السياسية والمواقف النبيلة خلال مسيرته المباركة. وإننا إذ نعرب لمقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وللأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الكريم عن بالغ التعازي وصادق المواساة بهذا المصاب الجلل لنتضرع للمولى عز وجل أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم الجميع جميل الصبر وحسن العزاء ويجزي فقيدنا عن أمته الإسلامية والعربية خير الجزاء إنه ولي ذلك والقادر عليه. د . محمد بن عبدالعزيز السديري مساعد المدير العام للشؤون التعليمية -تعليم الرياض