قبل الشروع في الموضوع فأنا خريجة كلية متوسطة أحمل شهادة دبلوم والتي عن طريقها تعمل حاليا مالا يقل عن 60% من معلمات المملكة وللمعلومية فأنا بلغت هذا العام عامي السابع عشر وأنا على رصيف الإنتظار في التوظيف !! ماسبق من تقديم فقط لكي يعرف القراء بأنني أتكلم عن معاناة أنا من ضمن من عاصرنها عن قرب واكتوينا بنارها .. في سنوات مضت في بداية تخرجنا عام 1415ه كانت حقوقنا في التوظيق رهينة مديري الرئاسة العامة لتعليم البنات كل في مدينته ومنطقته فمدير تعليم البنات هو الآمر الناهي وهو من يوظف وهو من يمنع من التوظيف وكل على حسب علاقاته ومصالحه سواء مع مدير تعليم البنات في منطقتة أو مع أحد العاملين المؤثرين من زبانية المدير !! أما من ليس لها واسطة فلتشرب من ماء البحر .. بقينا على هذا الحال سنوات وسنوات ونحن فقط يتم استدعاؤنا إما لتدريس محو أمية أو نحوها بمبالغ بخسة لا تفي حتى بملابس العمل لأننا نعمل في ميدان من حولك من المعلمات الرسميات همهن في المقام الأول ما ذا لبست فلانة وماذا حملت من الشنط فلابد من مجاراتهن ولو من بعيد .. إضافة إلى ما تحتاجه غرفة الفصل والدروس من أدوات للتحضير ووسائل للشرح ونحوها .. وبعد سنوات من رمضاء القهر ونيران الجور بدا لنا بصيص أمل من بعيد بزوال جور مدراء التربية والتعليم حينما خرج لنا برنامج التقديم على الديوان مباشرة دون الرجوع إلى مدراء التربية والتعليم وأصبح التوظيف عن طريق وزارة الخدمة المدنية وقد استبشرنا خيرا بهذا الأمر ولكن فرحتنا لم تدوم طويلا لأن هذا البرنامج لا يقل جورا عن جور مدراء التربية والتعليم سابقا بالذات حينما تحول إلى مسمى ( جدارة ) فنقاط التقييم فيه مجحفة كثيرا بالذات من حيث احتساب نقاط الخبرة فمن تحمل خبرة 9 سنوات مثلها تماما كمن تحمل خبرة ثلاث سنوات من حيث احتساب الخبرات التعليمية .. كذلك يبدو بأن هذا البرنامج بينه وبين مؤهل الدبلوم عداوة ثأر وكأننا خريجات الدبلوم أتينا من مستنقعات الجهل والتخلف أو أننا لا نملك التأهيل لنقوم بالعملية التربوية رغم أننا عبارة عن تربويات أجتزنا مرحلة الكلية المتوسطة والتي كانت عبارة عن ساعات مكثفة لا تقل عن ما تأخذها حاملة البكالوريوس في وقتنا الحاضر .. بل إن الميدان التربوي على مر السنوات التي عملنا فيها على بند العقود الظالمة وبشهادة المشرفات التربويات اللاتي كنا يشرفنا علينا يقلنا لنا باننا نضاهي بل نتجاوز بعطائنا وإبداعنا المعلمات اللاتي كنا نحضر لتغطية إجازاتهن أو نعمل لسد النقص الحاصل لبعض المدارس وبالذات في المرحلة الإبتدائية .. بل إن هذا البرنامج الجائر جعلنا فئة مستبعدة حتى من الوظائف الإدارية في وزارة التربية والتعليم وعند سؤالنا لوزير الخدمة المدنية عن سبب هذا الاستبعاد رمى باللائمة على وزارة التربية والتعليم فأصبحنا نحن خريجات الدبلوم تائهات بين برنامج جدارة ومرئيات وزير التربية والتعليم بعدم أهليتنا للعملية التعليمية إلا متى كان ذلك بمبالغ عقود لا تتجاوز الألفين فلا مانع من أهليتنا للعملية التعليمية !! فبالله عليكم أي عدالة تلك التي تقذف بنا بعيدا عن الوظائف بعد كل هذه السنين من التعب والانتظار بسبب برنامج أتى فقط لخدمة فئة معينة من خريجات الجامعات حاملات البكالوريوس وقذفنا نحن بعيدا على رغم الخبرات التي اكتسبناها طوال سنوات انتظارنا بمبالغ بخسة فقط من أجل دعم موقفنا عند التقديم على الوظائف وبالأخير يأتي برنامج جدارة ويقذف بنا نحن حاملات الدبلوم بعيداً عن شاطئ الأمل في التوظيف ؟؟!! مودتي .. دخيلة أبو متعب