حسام الدريويش وفراس بقنة صاحبا مقطع" ملعوب علينا"عن الفقر،والذي قاما من خلاله بتصوير فقراء لايبعدون عن مركز العاصمة الرياض سوى 5كيلوات،هما شابان تعرضا للإيقاف والتحقيق فقط لأنهما تألما لحال الكثير من الأسر السعودية الفقيرة،ولأنهما حاولا إيصال ذوي الصوت المنخفض من المحتاجين والمعوزين ليقولوا بكل براءة "لسنا بخير". لا أعرف من المتسبب بإيقاف هؤلاء بتهمة التعبير!، ولماذا لازال هناك من يصنع جداراً ضخماً بين المواطن والمسؤول، لا أعرف لماذا يتم مصادرة وجهة النظر الأخرى والعقل الآخر ، .. إن قضية الفقر التي يتهربون منها حقيقة ليست محصورة بأحياء معينة بل أنها امتدت إلى الكثير من البيوت المرهقة والمستأجرة في أحياء كثيرة من البلاد وزاد لظاها مع الغلاء المعيشي فلا مأوى ولا دخل يغطي الإحتياجات الأساسية التي تضمن الحياة الكريمة،يصطدم رب الأسرة بأسعار الأرز والسكر واللحوم وطلبات المدرسة والملابس وفواتير الماء والغاز والكهرباء والإتصالات،والكثير من المتطلبات الحياتية الضرورية، حتى عامل الصيانة الأجنبي يريد منه بدل الغلاء المعيشي.. هل نصل إلى مرحلة تقديم الفقر على كل جوانب حياتنا؟* حينما نتحدث عن الفقر *فنحن لاننكر جهوداً حاولت التغيير ونحن أيضاً لانطلب المستحيل ولا نناشد ببناء الدولة الأفلاطونية، لقد حدث التوازن في التاريخ، لقد فعلها الخليفة عمر بن عبدالعزيز،لقد خلا عهده من الفقراء والمعوزين ،واتسم بترتيب الأولويات المالية ،فحينما لم يجد الفقير جهز الجيوش بتلك الأموال،وحينما فاض منها زوج الشباب ،ثم قضى الديون، وحينما فاض أعطى أهل العلم ، ثم أمر بشراء الحبوب لتأكل منها الطيور على رؤوس الجبال ..كانت أولوياته الرخاء والأمن والإعفاف ، حتى وصل لأرقى مراحل الإنسانية حينما أحس بأرواح الطيور والعصافير.. فكيف يستحيل أن نقدم الفقر على كل الثانويات رغم كل المليارات ..!! أما العصفوران حسام وفراس فإنهما في قفص البحث الجنائي الآن وبتهمة التعبير،فهل تتذكرون قبل أيام كيف كانت ردة فعل الأمن الأمريكي حينما تم تعليق صورة الرئيس أوباما(بالحفاظ)على أحد المنازل ،قالت الشرطة بكل بساطة من حقه أن يقول مالديه . ونحن للأسف نحاول التضييق على الحريات الفكرية التي تسعى للإصلاح وعلى الشباب المتفاءل والمقبل على الحياة والمملوء بالأمل .. نعم لقد شعرت بالحزن الشديد حينما بات الأثنان هناك، ولكنهما بالتأكيد تركا خلفهما عائلات فخورة وشعب يصفق،والآن أخبروهم"ياحسام ويافراس" بأنه لا يوجد أسر جائعة..أخرجوا، نريد أن نراكم من جديد.. فلسفة النهاية: الوطن أَنفسُ ما يملك المرء..* هيباتيا الصغرى * *