بكل تأكيد استطاع خادم الحرمين الشريفين ان يغلق الابواب جميعها امام العديد من المهرطقين والمرجفين،والذين حاولوا وطوال السنوات الماضية ان ينالو من ثوابتنا وقيمنا المستمدة من شريعتنا الغراء والتي لايمكن ان نساوم عليها وتحت اي عنوان مستغلين موضوع المرأة السعودية وحقوقها والتي حافظ عليها الاسلام شكلا ومضمونا،بل العكس تماما فالمرأة السعودية وفي كل العصور التي مضت كان لها احترامها وتقديرها،ولهذا رأينا وشاهدنا ولمسنا تميز حرائرنا في كافة المجالات وعلى مختلف الاصعدة. وتجازو ذلك الامر وتعدى الحدود فالمرأة السعودية اثبتت جدارتها في الملتقيات والمنتديات العلمية العالمية وكلنا يعرف ذلك تماما،وما يؤكد ذلك ان ولاة الامر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين عندما شعروا بأن الوقت اصبح مناسبا ومهيئا لدعوة المرأة للمشاركة في عضوية مجلس الشورى والترشح والتصويت للمجالس البلدية اعلن ذلك الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خطابه التاريخي الذي اطلقه الاسبوع الماضي في مجلس الشورى،انما الذي يجب ان يعلمه الجميع ودون استثناء ان ذلك القرار التاريخي الهام لم يأتي نتيجة لضغوط خارجية وكما حاول البعض ان يروج ويشيع ويهرطق، وانما كان قرارا ذاتيا جاء من خلال قناعة الوطن والمواطن ومن خلال خيارات وارادات ولاة الامر،وهذه هي القراءة الحقيقية لهذا الامر والتي يفهمها ويقدرها كل منصف للحقيقة. ولعلي اشير وانا في هذا السياق للمقال الذي كتبه الكاتب الانجليزي برندان اونيل في صحيفة تيلي تلغراف البريطانية والذي تسأل من خلاله بقوله لماذا تشعر المرأة الغربية بعدم الارتياح لحصول اختها السعودية على حق الانتخاب والترشيح، ورصد الكاتب البريطاني ردود فعل منظمة العفو الدولية والمنظمات الناشطة في حقوق المرأة حيث اوضح وبين بقوله رغم ان قرار السعودية السماح للمرأة بعضوية مجلس الشورى والترشح للمجالس البلدية يشكل قفزه رائعة تجاه الديموقراطية،لكنه أثار خليطا غريبا من عدم الارتياح وهز الكتف تعبيرا عن اللامبالاة، فهاهي وعلى حد قول الكاتب منظمة العفو الدولية والتي تشدقت وقادت حملات من اجل منح المرأة السعودية حق التصويت تقول تعقيبا على القرار السعودي ان تكون اخر دولة في العالم تمنح حق التصويت لا يعد انجازا عظيما،ويضيف الكاتب البريطاني اونيل بأن المرأة البريطانية لم تحصل على حق التصويت ولمن هن فوق سن 30عاما الا في عام 1918م ولم تتساوى مع الرجل في هذا الحق الابعد 10سنوات،ولم تساهم بشكل كامل في مجتمعها الا بعد ذلك بعقود طويلة. لكن طوال فترة تغيب المرأة البريطانية عن حقها في المواطنة والمشاركة في ممارسة حقوقها ، لا أحد ينظر الى ماضي معاناة المرأة البريطانية في سبيل حقوقها المدنية بوصفها مواطنة الا في عام 1928 ولم يقل احد لماذا انتظرت المراة البريطانية كل تلك السنوات حتى تنال تلك الحقوق،وهو مايقال الان عندما يتحدثون عن المرأة السعودية. ويبقى ان اقول ايها السادة: " بدون شك ان منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق المرأة والتي اتسمت ردود فعلها بعدم المبالاة نتيجة للقرار السعودي الشجاع ازاء اشراك المراة السعودية في الدفع بعجلة التنمية عبر شخصيتها وامكانياتها وتميزها،هذا الامر يشير بل يؤكد ان تلك المنظمات تم تسيسها واغراقها في هذا التسييس وهذا يعني ويؤشر بأن الاهداف التي تتشدق بها تلك المنظمات يختلف تماما عن ماهو معلن وهذا ماكشفه تحديدا الكاتب البريطاني برندان اونيل وبكل مهنية واحترافية" . كما اود اشير وانا في هذا السياق ايضا بأن الملك عبدالله عندما قرر مشاركة المرأة بتلك الطريقة والاسلوب والذي يعبر عن المحافظة اولا واخيرا على كيان المرأة السعودية وكذلك على مكتسباتاتها ومقدراتها وابراز دورها الشديد الاهمية في البناء،انما يتجوزذلك نحو طرح رؤية متقدمة لممارسة المرأة لجوانب عدة اطرتهاالعقيدة والشريعة والتي هي اول من اعطى للمرأة المسلمة حقوقها ومنذ الرسالة التنويرية التي قادها نبينا وحبيبنا ونور قلوبنا محمد بن عبدالله صلى الله علية وسلم،فضلا ان المليك يؤكد دائما الهوية الثقافية والفكرية والشخصية الاسلامية للشعب السعودي برجالة ونسائة،ويؤكد كذلك تلازم الابداع في الفكر السعودي ودون تحديد جنسه والذي يهدف لبناء الانسان والمجتمع،وفي نفس الوقت يأتي هذا الامرتاكيدا منه لمتطلبات عملية بناء المجتمع الحديث التي لاتكتمل الا في ظل الانصهار بين حلقات الماضي والحاضر تطلعا نحو المستقبل. د.سامي العثمان رئيس تحرير صحيفة ارض الوطن الالكترونية [email protected]