في هذا الزمان بدا الفساد المستتر خلف الضباب يظهر الى العيان بعد ان لبث سنين يستتر خلف (سرية المعلومات) والاستبداد الفردي المطلق لشخص على دائرة معينة في ظل انعدام الشفافية والنزاهة وبعد ثورة الاتصالات والانفتاح الاعلامي بدات بعض القضايا التي كان الحديث عنها محرما بسبب قيود وهمية تبرز الى الاضواء ولكن المشكلة الاساسية هي في التستر على الفساد بتبريرات ما أنزل نزل الله بها من سلطان مثل :هذا الامر طبيعي ويحدث في كل مكان او هات لي البديل!! وحتى اضع النقاط على الحروفخله ياكل بس يشتغل صح) والمصيبة هي انه لم يشتعل صح الا في مخيلاتنا التي تعتقد ان من (يأكل)هو الاكفألانه ما اكل الا لانه متحمس للعمل وحماسه هذا بالطبع يشمل الحماس (للاكل) فالعقل السليم في الجسم السليم ومن لم يأكل فهوغيرغير سليم وليس متحمسا بل وبليدا (لايعرف من اين تؤكل الكتف) والماهر الحريف هو من يستطيع ان يخدع الآخرين بأساليب شتى من الاكل الخفيف والمقبلات والدسم التي لا يعرفها احد. بمثل هذه التبريرات العوجاء يتم (شرعنة) الفساد بل واضفاء صفات الذكاء والبطولة على الفاسدين والمرتشين لا ن مثل هذا الفاسد اذا سمح له بالقليل فسيلتهم كل شئ وسيأكل (الجمل بماحمل) وسيترك الفتات الذي يحميه من أي شكوك تحوم حوله فمادام ان هناك شئ انجز حتى ولو كان ضئيلا فهو دليل انجاز بل ومهاره يشكر عليها (صيح يأكل بس يعمل احسن من غيره) ومن المقولات الاخرى التي يتم بها(شرعنة ) الفساد وفتح اشرعته وشوارعه مايلي: -(حنا ما لنا الا الظاهر) وهي تعني ضمنا اننا ننخدع بالمظاهر فقط وتعني اننا ساذجين الى حد الغباء فلا يعنينا الا ماامامنا فقط مهما كان الخافي عنا والذي ندس رؤوسنا عنه في الرمل كالنعام وحتى لو كان سيؤدي الى كارثة كبرى!! -(اعط الخباز خبزك ولو اكل نصفه) والمشكلة هي ان الخباز اصبح نصابا محتالا اكل في المرة الاولى ربع الخبز (من ورعه لم يأكل نصفه) وفي المرة الثانية اكل نصفه وفي المرة الثالثه اكل كل الخبز مقابل ماقدمه من تضحيات وورع في المرات السابقه وله مقابل ذلك شهادة شكر وتقدير ودرع(تذكاري) فله منا كل الشكر وآيات العرفان والتقدير!!! المهندس عبدالعزيز السحيباني