يقول المثل الشعبي "أعط الخباز خبزك لو أكل نصفه", ورغم أن هذا المثل جاء للدلالة وليس للحكمة في التصرف, إذ إن التصرف الحكيم هو ما يتفق مع قوله تعالى: "إن خير من استأجرت القوي الأمين", أي القوي في علمه المتخصّص فيه, وصحته التي تعينه على أداء عمله بأمانة وإتقان؛ غير أن هناك من الناس من يعتقد أنه يعرف كل شيء, ويستطيع أن ينجز كل شيء, وبلغة العصر (جوكر) للقيام بكل الأعمال, وهذا يعني أن هناك من تلبسته عقدة الجوكر وزيّن له غروره أو جهله ما يقوم به من عمل. وتبقى نتائج مثل هذه الاجتهادات كارثية إذا كانت نتائجها تمسّ مصالح الناس, أما إذا كانت النتائج تمسّ المتسبّب, فالإجابة عند المثل الشعبي "خبز خبزتيه يا الرفله كليه", وهو يعني أن يحمل النتائج السيّئة بنفسه. تبقى الإشارة إلى أنه في المجتمعات المتقدمة لا مكان لهؤلاء, وفي مجتمعات ما دون ذلك لهم وجود لتوافر بيئات تعمّها الفوضى لممارسة كل الأعمال دون رقيب.