ما بال هذا الكوكب شاحب اللون وحياته بلا حياة ؟ كيف أبحث عن الراحة هنا في عالم ملامحه أشبه بالموت عند هبوطي كان طفل يلوح لي من بعيد وحين خرجت نظر إليّ وتولى عني منكسرا , شعرت بشيء يسري في جسدي , ربما الخوف من المجهول بدا يتسلل إلى داخلي كنت بين أمرين إما أن أرجع وأوفر على نفسي مغامرة لا أحمدها أو أقدم وأتحمل ما قد ألقاه لكن جسدي المنهك من السفر آثر السلامة فاختار أيسرهما فلا حاجة لي بالمغامرات ولا أرغب الاستطلاع . حتى إذا هممت بصعود مركبتي مرة أخرى شاهدت الطفل وهو يمشي الهوينى , يلتفت إليّ تارة وإلى الطريق أخرى . شيء ما داخلي يقول : اذهب يا وحيد فثمة أمر يجري هناك وجدت نفسي أنساق خلف الطفل الذي كان شبه مجرد من ثيابه أمشي بهدوء خلفه وهو ينظر تجاهي ويحفزني بنظراته كي أستمر بالمشي خلفه حتى وصلنا إلى قرية من يشاهدها كأنما يشاهد الموت يجثو على أرواح ساكنيها فقرٌ لا تصوره الكلمات , وجوع لا توفيه حقه العدسات , وأنين خافت يستعصي عن الإِسماع , وجفاف لو رميت فيه عود ثقاب لاشتعلت القرية على من فيها رأيت من تجمع حول قصعة يأكل منها الفتات جاءت به مساعدة على استحياء من كوكب آخر وبعضهم يأكل لقيمات وبعضهم تكور على نفسه واستسلم للنوم أو الموت ما أبكاني يا قارئي العزيز حين رأيت مجموعة كانوا في عمر تراقص الأحلام تمتد أيديهم إلى قصعة ويخرجون شيئا يأكلونه لم أتبينه اقتربت أكثر وأكثر حتى إذا كنت على مقربة منهم رفعت جسدي على أصابع قدمي لأشاهد , وليتني لم أشاهد إنهم يمدون أيديهم إلى قصعتهم ويخرجون حروفا منثورة يأكلونها على جوع فما تزيدهم غير جوع لا أذكر الحروف كلها , لكن ما أذكره منها تحديدا ( ت خ ا ذ ل ) وفاء أبا الخيل