خبر عاجل.. نعم نحن في زمن الخبر العاجل سواء كان من مصدر (مسؤول) أو (مجهول)! هذه الأخبار للأسف أصبحت (تدغدغ) عقول الكثيرين حتى أحسوا بنشوتها وأدمنوها! تتسابق الفضائيات على بث هذه الأخبار وتتسابق الهواتف لنقلها كما هو حال الألسن التي تضيف (البهارات) بلا حد! ناهيكم عن الخبر الكاذب والإشاعات التي أصابت العقلاء بملل وأصابت الرؤوس ب(تخمة حروف)! حين أتمعن بالمعنيين بهذا أتساءل: أين مخافة الله في بث ما يخلق النزاعات والارتباك والتحرر والغيبة والطلاق والفتن والرعب والبلابل.. أو التشهير بخلق الله والتجني والذم والقذف والتقليل من الغير في المجالس أو بالرسائل أو في الإنترنت.. بترويج هذه الأكاذيب والشائعات السياسية والاجتماعية والرياضية حتى وصلت بمختلقيها الجرأة بالتطاول على علمائنا الأفاضل في الشريعة لهدف زعزعة ثباتهم حفظهم الله وللنيل من محافظتنا.. وزعزعة تلاحمنا تحت راية التوحيد في ظل القادة الميامين حفظهم الله.. تساؤلات كثيرة تدور في فلك تفكيري نحو هذا.. هل التعرض للأعراض أصبح أمرا سهلا؟! هل الرقيب الذاتي هائم في سبات عميق؟! أين هي الأقلام والألسنة والهمم المضادة لهؤلاء؟! أين هو دور التربية والتثقيف بخطر الشائعات والأكاذيب؟! نحتاج إلى وقفة جماعية (فكرية) للتصدي لهذه الآفة.. ابتداء من المنزل مرورا بالمدرسة وصولا للمجتمع.. الأمثلة كثيرة في حياتنا وليتنا نعتبر.. كم من إرهابي (تأرهب) وانضم لقافلة الشر بسبب أكاذيب، وكم من شخص هجرناه بسبب مكوثه داخل بوتقة الكذب، وكم من كاذب وصل بكذبه إلى الأعلى ناسيا حساب ربنا الأعلى.. أين الصدق وأين الستر وأين درء المفاسد والشبهات وأين العمل على تجفيف منابع الشائعات المرتكزة على قاعدة (ضعف الوازع الديني)؟ ولنا في التجار شواهد وهم يبثون إشاعاتهم لتسويق سلعهم ومضاعفة أموالهم.. وكذلك أنصار الحقد والكره الذين يبثون سمومهم في كل اتجاه من منصات داخلية وخارجية ضد الوطن المملكة العربية السعودية كالحروب الفكرية والملاسنات الكيبوردية في الشبكة شبه الممزقة أخلاقيا والأقلام المسنونة للشر والتراشقات الصحفية على الورق وعلى الفضاء من مرتزقة ومأجورين يشوهون صورة بلادنا كمحاولة إثارة الأمور السياسية والعقائدية المفلسة.. حتى أصبحنا نسمع أحداثها المختلقة من فم الطفل وتضخيمها من فم المراهق والخيال والتخبط الفكري من فم الجاهل.. يقال وقالوا.. سمعت وسمعنا.. عندي خبر.. متأكد.. (ما دريتا).. (خذ العلم).. كلها كلمات قد توردنا لحوض التيه وقد تتسبب في كوارث اجتماعية وتفكك فكري.. ولا ننسى بعض القنوات الإخبارية المغرضة أو غيرها والتي تبث ما يخدم سياساتها وسياسات دولها وسياسات الدول التي (تبخششها) من الفينة إلى الفينة لممارسة سياسة قلب الطاولات أو نشر فكر مخالف للواقع والحقيقة بغطاء لغوي يسحر السامعين المستجدين! محور حديثي يدور حول الأمثلة السلبية التي ذكرتها فقط.. لبشر ابتلاهم الله بعقول غريبة لو استخدمت للخير لعم السلام في الأرض وفاحت رائحة الصدق في كل الأصقاع.. وليتذكروا أن الله حسيب رقيب عتيد بصير بالعباد... وأن الكذب هو باب للشر وأن من الحكمة عدم الاستعجال في الحكم على الآخرين.. سعود بن منصور