رسالة إلى..؟ إلى ذاك الذي ركب موجة التغيير السلبي ممن كان بالأمس يشار إليه بالبنان علماً و تقوى و بعداً عن كل ما يخدش الدين ، أصبح اليوم لا يروق له حتى الألقاب الشرعية بل يفضل أن يقال له المفكر أو الأستاذ وما شابه. فما بقي من هؤلاء إلا رسوم وشخوص خاوية قد لعبت بها عوامل التعرية وتغيير من الحف والقص وتلطيخ الأصباغ على سنة المصطفى ! عجباًَ أين الفتاوى التي كانت بالأمس تتلى هنا وهناك عن حرمت بعض القنوات أصبح البعض يظهر عليها وربما ظهر قبله وبعده وفي ثنايا اللقاء ما أجمع على تحريمه ولكن عين الهوى عمياء؟ أين الدروس و المحاضرات التي كنا نضرب لها أكباد الإبل ، أصبحت اليوم أثراً بعد عين ، وأسفاه على ثوابت غيرت من بعض الكبار فأثرت على الصغار حتى كادت تكون عند بعضهم شيئاً مسنونا . أنا أقول هذا الكلام من حرقة في نفسي كان القوم قدوات يقتدى بهم ورعاً وعلماً فأصبحوا اليوم لا يثني عليهم لا من قبل الذين لا خلاق لهم ، لأن شن وافق طبقه. ورأيت وسمعت ما يندى له الجبين من تصرفات القوم وهذا أمر مشاهد لا يحتاج إلى برهان فالجميع لمس هذا التغيير الذي طرأ على القوم بعد ثورة القنوات الفضائية والاتصالات الخلوية! أما العلم يا حبيبي يالعلم انتزعتك الدنيا من صدور الرجال انتزاعاً فباعوك ببرنامج في قناة فضائية وموضة جديدة شرعيه ؟ وأخيرا أختم بما قاله القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني فيما حصل للقوم في زمانه كما حصل للقوم في زماننا: يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما ... رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما أرى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمتهُ عزة النفس أكرما أأشقى به غرساً وأجنيه ذلةً ... إذاً فاتباع الجهل قد كان أحزما ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في النفوس لعظِّما ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا ... محياه بالأطماع حتى تجهما فهذه نتيجة حتمية لمن تبع هواء النفس. فايز الشمري