ا لا يخفى على كل مطلع الوضع الصعب الذي يعاني منه قاصدي السفر وخصوصاً صعوبة الحصول على مقاعد في الخطوط السعودية وبخاصة الذين يقصدون المناطق الداخلية، حيث أن الإمكانات الحالية للخطوط السعودية أو الشركة التي تنافسها على خجل، لا تستطيع الإيفاء بأكثر من 70% من حاجة سوق السفر الداخلي الفعلية وربما تقل عن ذلك. وبالرجوع لتصريحات بعض مسئولي الخطوط أن أسعار مقاعد الرحلات الداخلية غير مجدية، أو أن التزامات الخطوط السعودية نحو الرحلات الدولية هي اكبر وأربح، ولذلك لا تستطيع الخطوط السعودية توفير المقاعد لهذه الفئة من الناس بالشكل المطلوب، واستغرب هذا العذر الغير مقنع من مسئولين يعلمون انه في النظام التأسيسي لهذه المؤسسة هو خدمة السفر بشكل، أساسي دون الولوج في الجدوى الاقتصادية أو الحسابات فهذه خدمة الدولة ملزمة بتقديمها للمواطنين بغض النظر عن الأرباح. ونحن لسنا في سبيل انتقاد هذا الوضع الذي يعاني منه الكثير ولا في سبيل المشاركة في الحملات الهجومية التي تشنها جهات عديدة على المؤسسة، وتقصيرها في تقديم الخدمة للمواطنين والمقيمين، ولكننا نصر على ضرورة وجود البدائل فمن غير المعقول أن يستمر الوضع على ما هو عليه، وظهور سوق سوداء لتوفير المقاعد، أو البحث عن (شخصية الواصل) لتأكيد مقاعد للمحتاجين أو العالقين في المطارات، وبالتأكيد أن ذلك لن يرضى تطلعات ولاة الأمر وتوجيهاتهم للمؤسسات الخدمية بتسهيل حياة المواطنين. ومن هذا المنطلق فأني ومن هذه البوابة أناشد المسئولين وكل من له علاقة بتخفيف العبء على المواطنين وقاطني هذه البلاد، ولو لفترة مؤقتة لا تزيد عن خمسة أعوام، أو حتى بعد انتهاء تطوير شبكة الموصلات البرية الداخلية واخص بذلك شبكة القطارات الداخلية، أن يبادروا وبسرعة بالترخيص لشركات الطيران الخليجية فقط لتقديم خدمات السفر الداخلي، حتى يخف العبء على الخطوط السعودية والمواطنين على حد سواء، وأنا على يقين أن من شأن ذلك تنشيط سوق السفر، وتنشيط التنمية في هذه البلاد، حيث أن ذلك سيوفر الكثير من الخسائر على الخطوط السعودية نفسها من جهة، ويزيد من إيرادات الهيئة العامة للطيران المدني من خلال الرسوم المتعارف عليها ويزيد من الفرص الوظيفية للمواطنين الذي يعملون بهذه الشركات أو الشركات المقدمة للخدمة لها، ويوطد أواصر المشاركة في تنمية شعوب دول مجلس التعاون الخليجي ويرسخ وحدتها، وقبل هذا كله الخلاص الحقيقي من مشاكل عدم توفر المقاعد للراغبين في التنقل بين مدن المملكة المترامية الأطراف، والله ومن وراء القصد. وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد، والله من وراء القصد إبراهيم محمد احمد غروي [email protected]