الأغلبية تؤيد توصية مجلس الشورى بالسماح لشركات الطيران الخليجي بتقديم خدماتها في الرحلات الداخلية، ولا نبالغ إن أضفنا الطيران الأجنبي أيضاً، فما يشهده سوق الطيران المحلي من معاناة في محدودية الرحلات الداخلية والازدحام الشديد على طلب مقاعد سفر خاصة في موسم الإجازات للمحطات الرئيسة مثل الرياضوجدة والدمام وحتى المحطات الأخرى التي يعاني فيها المواطن من صعوبة الحصول على فرصة سفر على أي درجة ولا يتمكن منها. ذلك يجعل المسئولية ملقاة على عاتق هيئة الطيران المدني المسئولة عن خدمات جميع شركات الطيران، خاصة بعد ظروف إيقاف شركة طيران سما لعدم مقدرتها على المنافسة وكذلك شركة ناس التي اوقفت رحلاتها عن بعض المحطات للاسباب نفسها، لتحتكر الخطوط السعودية هذه الخدمة والتي لا يتجاوز اسطولها 100 طائرة غير المؤجرة، وبالتالي لا تستطيع شركة واحدة تلبية الطلب المتزايد على رحلات الطيران وعدد المسافرين الذين يزيدون عن 27 مليون مسافر في سوق سفر وسياحة وحركة طيران تتجاوز 80 مليار ريال حسب احصاءات وكالات السفر والسياحة المحلية، وحتى إن كانت الخطوط السعودية وهي مملوكة للدولة وتحصل على الوقود بأسعار مدعومة ولم تتمكن من إنهاء مرحلة التخصيص التي تقوم بها لزيادة فعاليتها وقدرتها الاستيعابية تسيطر على سوق الرحلات الداخلية فمن الواجب عليها أن تلبي جميع الخدمات للمسافرين في الوقت المطلوب أو أن يفتح المجال للشركات الأخرى للتنافس وتحسين الخدمة بدلا من احتكارها بهذا الشكل الذي لا يخدم سوق الطيران الداخلي ولا يحقق الفرصة والخدمة المطلوبة للمواطن، وهناك حالات كثيرة واجهت المسافرين من صعوبة السفر والحصول على الحجوزات المطلوبة وهذه الايام دليل على ما يعانية المسافرون من ذلك بالاضافة الى تأخر اقلاع الرحلات وسوء الخدمة في المطارات نتيجة الازدحام وضغط الموظفين وغير ذلك. إن ما يرتبط بذلك هي أسعار التذاكر والتي تلمح الخطوط على النية في رفعها قريباً، وهنا نقول إن بداية عام 2010م شهدت زيادة ورفع أسعار التذاكر ما بين 25% إلى 30% في الرحلات الداخلية ولم يقابل ذلك أي ارتفاع أو تحسين في الخدمات. فكيف تحصل هذه الزيادات بالرغم من أن أسعار الوقود مدعومة من الدولة؟ ولم يثبت أن الأسعار لم تتغير منذ 16 عاما كما ذكره مسئولو الخطوط السعودية، وحتى إن افترضنا بأن هذه الأسعار لم تتغير. هل تغير مستوى الخدمات وفرص الرحلات بأي وقت وأي مكان وبدون تأخير لتبرر أي نية لفرض زيادات في أسعار التذاكر؟ نترك هذه الإجابة لهيئة الطيران المدني ورئيسها الجديد للإجابة على ذلك. على أمل أن تهبط علينا هذه الإجابة من السماء بدون تأخير. الخاطرة * إعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك كما يحبونك عندما تستلمه!