من منا لم يسمع عن الأخطاء الطبية..ومن منا لم يستلم وصفة طبية خاطئة تم على الآثار المترتبة عليها اكتشاف تحسسنا من الدواء الذي أعطي لنا هذا إن لم يسبق هذا الدواء اكتشافنا ويقضى على الشخص ومن ثم يُقال..خطأ طبي وتبدأ بعد ذلك سلسة الشكاوي التي تنتهي بالتسليم بقضاء الله وقدره ومن المفارقات الجميلة أن تفتح الجريدة فتقرأ موت فلان نتيجة خطأ طبي وفي الصفحة المقابلة أطباء الغد في كليات الطب في المملكة يؤدون قَسَم التخرج فتأبى إلا أن تنتقل عينيك بين هذين الخبرين وتتسآل أين هؤلاء الخريجين ومستشفياتنا تزخر بغيرهم وأن زخُرت المستشفيات بهم بمن تثق بخريج الأحساء أو الرياض أو جده أو القصيم ومن الأكفأ فيهم من حاز على الدرجات العالية أم من تميز بمهارات تدريبية ومن الأحق بالتوظيف من كانت جامعته توازي بعلومها جامعات العالم أو من كانت خبرته محسوبة بالسنين ومن الأفضل من استقى العلم على أيدي الأجانب أو على أيدي العرب وماهي المنهاجيه المتبعة في الجامعات أهي موحدة أم أن هناك تميز بينهم في كم العطاء والتدريب والأسلوب والأساتذة والتطوير هل كان للاجتماعات الدورية أي نتاج وتم تنفيذ القرارات وتوحيد منهج الكليات الطبية أم أنها مجرد اجتماعات تعارف وتواصل هل يلزمنا حين نذهب لطلب العلاج أن نسأل الطبيب المعالج (أنت متخرج من وين)حتى نثق من أنه لن يقع بخطأ طبي ونبدأ بعد ذلك بالبحث عمن نحمله الذنب ناهيك عن التشخيص الخاطئ أو وصف الدواء الغير مناسب للحالة والنتيجة خطأ طبي هنا وخطأ تعليمي هناك..ضياع الرقابة هنا ومناهج مختلفة هناك..والأدهى حين يذهب خريجونا للدراسة بالخارج فتأتي الجامعات العالمية لمعادلة المواد فتجد أن الكثير منها تم إقصاؤه وإبداله لأنه غير موافق للمنهجية المتبعة في الجامعة فيبدأ التأسيس من جديد وهل تأسيسه هذا سيفي بالغرض ويكون الطبيب المنتظر والذي لن يقع معه خطأ طبي؟؟؟؟؟ هنا سأقف حتى أوجه اللوم ولكن لمن؟؟ لوزارة الصحة أو مدراء الجامعات أو العمداء أو المناهج أو طرق التدريس أوغياب الرقابة أوجهل المريض بحقوقه حين تمارس عليه فنون الطب والتجارب وهو صامت..ولماذا؟؟ اسمع الرد( أخاف يعصب ثم يغلط ويذبحني )أي أنه يعلم مسبقاً أنه سيقع خطأ طبي. بقلم / هند بنت مقبل المسند