دهشت صباح هذا اليوم عند مطالعتي لصحيفة عاجل - كعادتي - حين رأيت خبراً بالخط العريض : منال الشريف تبكي أمام المحققين وتعترف : وهقوني بقيادة السيارة !! ، وجاء في الخبر: أنها دخلت في نوبة من البكاء بعد دخولها إصلاحية الدمام ، وبدت غيرمصدقة مايحدث لها ، وطالبت المحققين أن يتسع نطاق التحقيق في قضيتها ليشمل أسماء نسائية أخرى ، وبعضهن يقمن خارج المملكة ، كاشفةً لهم أن هؤلاء النساء حرضنها على الخروج الى الشارع وقيادة المركبة وتصوير الواقعة ، وطمأنّها بأنه لاتوجد عقوبة على من تقوم بقيادة السيارة . لقد أصبحت منال الشريف - المرأة التي قادت سيارتها بنفسها - في مدينة الخبر ناقمة على من جرّأها وخدعها وكذب عليها ثم وهقها وتركها تقاسي الأمّرين ، حيث شوهوا سمعتها ، وتسببوا في إدخالها التوقيف والإصلاحية بعد أن كانت معززة مكرمة . لقد قالت منال (وهقوني) ، وهقها من ياترى ؟ وهقها اللبراليون بكتاباتهم ، وهقها جملة نساء أشرار في الداخل وأخريات في الخارج لايريدون لها الخير ، وهقها كل من له يد في حملة 17 يونيو ممن يعملون في الخفاء . لقد وهق هؤلاء جميعاً منال حين قالوا لها قولي : عندنا ظروف صعبة ، ووهقوها حين قالوا لها عن - حملة 17 يونيو- قولي : أنها مبادرة سلمية ، ووهقوها حين قالوا لها قولي : نقضي حوائج ضرورية ، ووهقوها حين قالوا لها قولي : أنك تمارسين حقاً من حقوقك . لقد وهقوا منال ويريدون أن يوهقوا غيرها ، بل وقد يوهقون البلد برمته ، إن هؤلاء المنظمين لحملة 17 يونيو يختبرون مدى إستطاعة الدولة على حفظ الأمن ، وضبط الأمور ، وتطبيق الأنظمة ومحاسبة المخالفين ، ولم يتعظوا بما حدث في ثورة حنين ، لكن ولاة الأمر - وفقهم الله - قاعدين لهم بالمرصاد ، وليس أدل على ذلك من توقيف منال الشريف بسبب قيادتها لسيارتها مراراً بعد أخذ التعهد عليها وإخراجها بكفالة ، وحين حُقق معها فضحت هؤلاء المفسدين الذين لايريدون بالبلاد خيراً ، وذكرت أنهم هم من حرضها ، وذكرت أنهم على إتصال بجهات خارجية ، وطالبت بالتحقيق معهم ، ويبدوا أن منال لم تطلب التحقيق معهم إلا لأمور كبيرة تعلمها عنهم - كفانا الله شرهم - . إن السماح للبرالين أو من تأثر بهم للنزول الى الشارع لفرض قيادة المرأة للسيارة أو حتى السكوت عنهم أمر في غاية الخطورة ، إنه أمرحادث لا يُعرف في هذه الدولة التي تحكم بالشرع لا بالقوانين الوضعية ، إنه وبصريح العبارة إخلال بالأمن وإن زعموا سلميته ، لأنهم قد توعدوا فيه بإستخدام الجِزم والأسلحة البيضاء ، إن فيه إثارة لأهل الخير والصلاح - من المتدينين وغيرهم - ممن يرفضون قيادة المرأة للسيارة الذين لا يعجزون - هم أيظا - عن النزول الى الشارع للتعبير عن رفضهم وإستيائهم لهذا الفعل ، وإظهاراً لغيرتهم ، وخشيةً على أعراضهم ، وهم بلاشك يمثلون الغالبية العظمى للمجتمع وهؤلاء اللبراليون والمتأثرين بهم ماهم إلا قلة قليلة لايمثلون إلا أنفسهم . إن على حكومتنا الحبيبة مسائلة جميع الأسماء التي ذكرتها منال الشريف في "مقطع اليوتيوب" وغيره ممن له يد في حملة 17 يونيو وعلاقاتهم وإتصالاتهم المشبوهه بمن في الخارج لأجل إنجاح حملتهم المزعومة - لا أنجحها الله - وإتخاذ ماتراه مناسباً من العقوبة والحجب لمواقعهم على شبكة الأنترنت في اليوتيوب والفيس بوك وغيرها درءً للفتنة ومنعاً للفوضى والشغب وإرساءً للأمن وقطعاً لدابر هؤلاء وكفاً لشرهم .