لم أود التعليق على مقتل الفريق أول متقاعد / أسامة بن لادن , على أهميته .. لان الخوض به لا ينفع , فالرجل لم يعد له تأثير من وقت طويل , فقد تم التضييق عليه لدرجة انه لم يكن يستطع التواصل مع اقرب مساعديه , وأخر خروج له كان لأسباب إنسانية حينا طلب مساعدة المسلمين لفيضانات باكستان .. ومن ناحية أخرى هو من كان يتمنى هذه الميتة , فهو بذلك حقق مبتغاة وغاية مناه .. المهم في الموضوع أمران : أولهما / رحمة الله سبحانه بنا , وجعله سبب في تغير مجرى العالم بأكمله ولصالح المسلمين على المدى الطويل , قد يقول قائل أننا تأثرنا سلبا , وأنا أقول قد يكون ذلك على المدى القصير, أما على المدى الطويل أن التأثير كان إيجابا ..أصبحنا قبلة العالم يتفكرون بديننا بأهميتنا بماهيتنا , فضربة الحادي عشر من سبتمبر كانت كمن ضرب "التنين" بحجر من الخلف , فلمااستدار "التنين" وجدعالم أخر كان غافلا عنه , وهذا ما جعل الأمر في نهاية المطاف في صالح المسلمين على قبحه وعدم اتفاقنا معه.. إن التاريخ يسير كمجرى النهر العظيم , ومجرى النهر لا يتغير بضربة فأس كما تغير مجاري الجداول الصغيرة, إنها تحتاج لضربة زلزال قوية تغير مساره , وهذا هو ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر, لقد تغير العالم , تغيرت العقول , حتى التفكير تغير , بداء تاريخ جديد و وها نحن نرى فصوله , فصل بعد فصل ,وبسرعة غريبة ,حتى أصبحنا تغفوا على بداية فصل لنجده انتهى من صباح الغد..منذ ذلك التاريخ بداء الإسلام المعتدل , ارتفع صوته , وقف العالم معه , رفض العالم الإرهاب ونحن كذلك رفضناه , ولكن العالم اجمع وأمريكا بالذات في سبيل محاربة الإرهاب ,اضطرت لمساعدة القوى المعتدلة في كل أرجاء العالم , وهذا ما كانا نحتاجه , إن ديننا لا يحتاج إلي ترويج أو دعاية , انه فقط يحتاج إن يعرض ليفرض نفسه , إن رسولنا العظيم كان يقول لكفار قريش (خلو بيني وبينهم) , أي اتركوني اعرض عليهم بضاعتي , لان ربه قال له ( وما عليك إلا البلاغ ) وخلال كل ذلك أصبح الدين الاسلامي حديث الشارع و المكتبات و الإعلام , وكل ذلك كان في صالح الإسلام و دخل الكثير الإسلام , حتى أصبح الدين الإسلامي الأسرع انتشارا في أمريكا والعالم الغربي , وبالنسبة لنا نحن , فقد تغيرت فكرنا كشعوب , أصبحنا نفكر بالكليات أكثر من التفاصيل المقيتة , أصبحنا نفكر في مستقبلنا كأمة .. أطاحت الشعوب بكيانات واهية كانت تعمل لحساب الاستخبارات الأمريكية , بعد أن تخلت عنهم أمريكا نفسها , حين وثقت بالقوى المعتدلة في الوطن العربي والإسلامي, وأنا اعتقد آن من نتائج الحادي عشر من سبتمبر وصول رجل ذو أصول مسلمة للبيت الأبيض (أبو حسين " اوباما") لان الأمريكان عالم تؤثر به الدعاية , وقد يحب ويتعاطف مع المجرم كتعاطفه مع الجلاد و..غير ذلك كثير من المكاسب .. ثانيهما / توقيت وفاة ابن لادن .. فلو كانت هذه الوفاة وبنفس الطريقة قبل عام أو عامين لدخلنا في دوامة إرهاب , أما ألان وفي خضم هذه التحولات في الشارع العربي فالأمر تغير , فلم نشاهد صور بن لادن أو علامات تأييده في ميادين التحرير لا في مصر ولا تونس ولا ليبيا ولا اليمن معقل بقية القاعدة , هذا يدل انه انتهى من الشارع العربي الإسلامي واخذ الشارع يبحث عن خلاصه هو نفسه , إذا ابن لادن وجماعته كسبوا وهم يتباشرون باستشهاده , لأنها أمنيته , وبالنسبة لنا فقد جعله الله سبب في أمور أرادها سبحانه وأعطاه ما يريد هو مكافأة له ,, والله المستعان عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد