مدخل الحياة جميلة بطبيعتها.. بداية النهاية أم نهاية البداية صاحبنا أبو عثمان رجل تبدو على ملامحه الإلتزام منذ القدم حيث أن موقعه العملي وكثافة لحيته وقصر ثوبه يؤكدان ذلك لمن يشاهده فقد عرف بصرامته وقوة حجته وضعف رومانسيته ولم يكن أحدا يتخيل يوما ما أن ترفرف الأحاسيس فوق ذلك المشلح البني الذي لايتغير لكنها الحياة وما أدراك ما الحياة ؟؟!! (خل قلبك خضر) كانت عبارة هزت صاحبنا وهو يسمعها تصدع من فم (شايب) كان يتحدث مع آخر معبرا عن قدرته الذكورية بعد زواجه من أخرى قبل وقت قريب..!! أكلت هذه العبارة - دون استئذان - مع ابو عثمان وشربت ولم تفارق خياله لأكثر من اسبوع حتى أن أم العيال لاحظت جفاءه الغريب ورغبته بالنوم دون أن يحرك ساكنا كالعادة..!! بعد طول تفكير قرر صاحبنا ابو عثمان قراره التاريخي الذي لم ولن يتوقعه حتى أقرب الأقربين لتفكيره فقد أكمل كافة الإستعدادات الذهنية والروحية لصبغ قلبه بالأخضر مهما كلف الامر ليمضي بحياته الباقيه مثله مثل خلق الله - كما يعتقد - غير آبه برمزية مشلحه أو قيمة رائحة البخور بمكتبه لكن من اين ينطلق وكيف يبدأ .. إنه يريد التغيير والقلب الأخضر بأية طريقه..!! أبغاها ليبرالية ..!! يبدو أن التغيير أصبح واقعا لامناص منه لكن من يصدق أن يكون بتلك الموجة الهادرة لشخصية ونمط حياة صاحبنا .. تصدقون ؟ سلك ابو عثمان الطريق المعاكس لتياره سعيا للون الاخضر المضيء روحا وغريزة - بحسب حلمه- فلم يجد سوى تلك السيدة التي يعرف عنها أنها إعلامية متحررة - قلبها أخضر باصول - ليستنجد بها بسرية طالبا أن يفوز - شرعا - بشريكة حياة بمواصفاتها المتحررة في اللبس والتسوق والصبغات وسماع الأغاني والسهرات الراقصة والأحاديث الإجتماعية المتحررة ..!! لم تصدق صاحبتنا ماتسمعه وماتراه من واقع جديد يرسم نقطة تحول خطيرة لأمثال ابو عثمان ولذلك قررت أن تضع له اختبارا عسيرا يؤكد مدى هشاشة تلك الرغبة من قوتها أو اعتبارها نزوة في زمن الضعف الرومانسي لمثل تلك النوعيات من البشر ..!! السؤال الأول ربما تكون شريكتك القادمة مدخنة .. لابأس بذلك؟؟ الجواب نعم وماذا يعني ذلك أنا أريدها كذلك ..!!! السؤال الثاني ربما تكون تشرب نوعا من أنواع الكحول أو أنها تجلس مع صاحبات من هذا النوع .. لابأس ؟ الجواب نعم لابأس أريدها ليبرالية ..!! تلك أجوبة ليست من نسج الخيال أو من قبيل الطرافة .. إنها حقيقة مكتملة الأضلاع عاشتها ردهات إحدى المناطق السعودية وربما تعيشها مناطق أخرى - سكتم بكتم- فيها تجسيد لمشاعر التغيير السري الذي يلهب القلوب وترفضه الأجساد أن يكون واقعا لواجهتها البشرية الممتلئة بالرصانة والحكمة - كماهو برستيج العمل- ..!! واقع أبو عثمان الجديد وأمثاله أصبح يمثل حالة جديدة غشاها الانفتاح العالمي فلم تعد أمور مثل فركة المسواك أو تمشيط اللحية مسارات لإيقافه فظهورها يعني أننا يجب أن ندرس وبعناية الأثر الكبير والخطير لمثل تلك المتغيرات التي وصلت لمناطق لم يكن من المتوقع أن تصل إليها ..!! كان الناس في السابق يعولون على المساهمات التجارية وأرباح العقار كمسارات تكشف التغيير لتلك الفئة لكن الأمر -حاليا- تحول لمسار آخر يكشف الفقر الروحي وبيع المنهج من أجل الغريزة ولاغيرها..! ألقاكم..... أمل الرجيعي