العنوان صادم لكن وبكل أسف هذه هي الحقيقة.. قناعاتنا..أهواءنا قناعاتنا تتغير حسب الطلب وحسب ما تقتضيه المصلحة الخاصة أجزم أن أغلبكم الآن يقول في نفسه \" أبدا أنا ولله الحمد صاحب قناعة ثابتة\" ولمن قالها أقول له \" أتحداك .. نعم أتحداك \" الثبات على قناعة ما فترة من الزمن لابد ويندرج تحت بند \" المصلحة الخاصة\" فكثير منا قناعاتهم مرحلية تخضع لظروف وتقلبات مرحلة ما يعيشها , لأنه و ببساطة لا يستطيع أن يطبق ما يؤمن به على أرض الواقع سواء واقعه الفردي أو واقعه الاجتماعي لذلك تبنًّى قناعة ما وجعلها بطاقة مرور أو جواز سفر يتمكن من خلاله الانخراط في نسيج مجتمعه و محيطه, فما يؤمن به قد يرفضه المجتمع وقد ترفضه حتى \" نفسه \" عند مواجهتهم به ... لعلِّي هنا أجد عذرا لكل من عاش بقناعة لا تعكس ما يؤمن به حقا ,, فهذا قد يحدث وبنسبة كبيرة من دون وعي أي على مستوى اللاشعور للشخص وبالتالي قد يفسر هذا ما يحدث للبعض من إحساس \" بغربة الزمان و المكان \" .. حين نتبنى قناعة ما ونؤمن بشيء مغاير نغترب حتى وإن كنا بين أهلنا ومجتمعنا بل إننا نغترب ونسافر بعيدا عن ذواتنا ... هذا بشكل عام تعالوا معي لنتكلم على مستوى الأفراد,, تعاملاتنا مع بعضنا البعض تحكمها أيضا قناعات مزيفه .. قناعات متحولة .. نصادف في ممرات حياتنا بعض القلوب التي تسير معنا بتناغم وإيقاع واحد حتى نظن أننا وجدنا من يشبهنا و من يكمل ملامح تفاصيلنا وحين نقترب من الآتي \" وااااااو أخيرا وجدت من يشبهني إنسانيا \" حينها ينطق من كنا نعتقد أنه يشبهنا .. أنه يكمل ملامحنا ويقول \" أنا ما كنت مقتنع \" لينسف بلحظه كل ما سبق ويتركنا بذهول نفكر بكلمته \" عدم اقتناعي \" ونسأل أنفسنا ألم يكتشف \" عدم اقتناعه \" إلا الآن ؟! و أين كان \" عدم اقتناعه \" طوال الفترة الماضية ؟! هل كان يمارس معنا قناعات مزيفه ؟!! أم قناعاته بالأصل \" تحوليَّة \" يديرها كيف يشاء بالريموت كنترول؟!! أجزم أن الأغلبية مروا بهذا الموقف ولن أجد حرجا في أن أعترف وأقول أنا من ضمن هؤلاء الأغلبية.. نعم .. موقف معين أنجب قناعة معينة إعتنقناها أنا و هي عشنا معها سنتان اتفقنا أنها قناعة مؤقتة ولم نحدد متى سننسلخ منها لكن سياق الأحداث كان ينبئنا بأنني و هي سنتركها معا في وقت واحد لكنها فجأة قالت \" عدم اقتناعي \" لتتركني مذهولة و متأرجحة مابين ثقل ما تركته لي ومابين صدمتي و سؤالي هل كانت في الفترة الماضية تمارس معي قناعة مزيفه ؟؟! هل قادتها عاطفة الأمومة وأوقفها العقل و المنطق ؟؟! مهما كان حجم الأسئلة و مهما تعاظمت الأجوبة ستبقين يا عزيزتي حاضرة حتى وان تبدلت قناعتك.. أعود إليكم أعزائي.. فتشوا في قناعاتكم على المستوى الشخصي والمجتمعي وأنا أولكم لنرى هل نحن فعلا ممن لبس للمجتمع نظارة إطارها وهم وعدساتها قناعات كاذبة ليرى من خلالها المجتمع وليستطيع التعايش معه وقبل النوم يخلعها حتى لا يرى إلا نفسه وما آمن به؟ إن كنا كذلك دعونا نخرج للمجتمع بدون نظارة حتى وإن اعتبرنا مصابون بالعمى,, المهم أن نقود قناعاتنا وأن نطبق فقط ما نؤمن به .. ألقاكم بكل الود في منعطف آخر الشاعرة أمل الرجيعي