************** التعليم العصامي إذا كنت عربياً وفي دولة عربية , فلا تنتظر حقوقك - ولو طال عمرك - الافضل لك أن تتعلم ( فن العصامية ) عدم الاتكال على الدولة والناس , وعدم التواكل , مئات من البشر في كل احقاب التاريخ وفي كل بقاع الارض , لم ينتظروا حقوقهم من دولهم ولا من زعمائهم ولا من قبائلهم ولا من اهلهم وذويهم وعشيرتهم , بدأوا من الصفر , من اللاشئ , من الحفاء إلى الامتلاء , جندلوا الصخور, وحفروا الارض بأيديهم واظافرهم , سعوا في الارض , لم ينتظروا وظيفة , ولا حسنة من احد , ولا ادرجوا اسمائهم في قائمة مساكين الضمان الاجتماعي , كانوا على اختلاف اديانهم وظروفهم , ملبين نداء الطبيعة والفطرة لدى الإنسان ( ماحك جلدك مثل ظفرك , فتول انت جميع امرك ). هكذا يجب أن يتعلم اطفالنا في المدارس , فالقوادم من الايام والسنين تنبئ بشح الموارد والاحتراب عليها , في كل مفازات المعمورة , فإذا لم يُخرّج لنا التعليم ( الإنسان العصامي ) كما كان الاجداد قبل التعليم , فلاخير في تعليم يخرّج قوائم من الكسالى والمنتظرين , حسنات وصدقات ومكرمات الحكومات العربية , فلاشئ في الافق يطمئن , التعليم في العالم العربي , إن لم يركز على ثلاث اسس لصناعة وانتاج وتخريج الشخصية الناضجة فهو تجهيل , وهذا الاسس المهمة هي : - مخافة الله في كل وقت وحين ومكان وظرف , وقَدَرُ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ , في السر والعلن , ولكن ليس بالطريقة الوعظية التقليدية التي لم تعد تنفع في زمن احدث الوسائل التعليمية , وعصر علوم تطوير الذات, وفن الاقناع النفسي والتأثير بالإيحاء الضمني , وليست المواعظ التي تصنع المستمع والمتلقي السلبي , - ثاني الأسس هو البحث عن وسائل ليست وعظية عن تعليم الاخلاق والفضائل والقيم ,وسائل تجعل الطالب يحب ويعشق الفضائل والاخلاق لذاتها , ولجمالها , وليس انتظاراً لحوافزها وجوائزها . - الأساس الثالث والمهم وهو الرابط بين الاساسين السابقين , تعليم ( فن العصامية ), كيف تصنع نفسك بنفسك , فن المغالبة , فالدنيا والارزاق والمطالب لاتنال بالاماني والانتظار, بل بالعصامية , اما المواد والمناهج الاخرى من العلوم المختلفه , فتعتبر في العالم العربي , في الوقت الحاضر من الكماليات , رغم انها من ضرورات التعليم في العالم الحر الاول , يجب أن يركز التعليم في الدول العربية على المواد والمناهج التي , توجد الإنسان العصامي , الذي يتعلم كيف يبني مستقبله بنفسه لا عن طريق الاتكال على الحكومات أو والديه , تعليمنا الحالي انتج شخصيات مهزوزة واتكالية ومنتظرة للابد , تنتظر متى تفتح السماء باب الارزاق , لكن السماء لاتفتح لغير العصامي , وتفتح كذلك منافذ الرزق في الاجواء والبيئة والوسط الرسمي والشعبي , في الدول التي تحكم بالعدل كقانون يومي يسري على الجميع , فحتى قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب ) وقوله تعالى ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ) وهي سنن ربانية حتمية وقانون من السماء مؤكد وثابت , وكل آيات الرزق لاتعمل ولا تنطبق في بلد أو مجتمع لايحكم بالعدل ويوفر عدالة وتساوي الفرص للجميع دون تمييز , وكل سنن الله لاتحابي احداً ولاتجامل ولاتتحيز لمسلم عن كافر , ومنها بالاخص سنن الرزق بأنواعه سواء رزق المال أو الصحة أو المنصب أو المكانة والحضور الاجتماعي أو التميّز أو التربية الصالحه , ومهما بحت الاصوات وتكررت الدعوات والالحاح من القلوب المؤمنة والواثقة بالله , فقانون الدعاء نافذ على الجميع , وهو وجوب تهيئة الوسط والجو والبيئة المناسبة لإجابة الدعاء . ( فالعصاميه ) وحدها هي التعليم المنقذ لمستقبل الاطفال في الدول العربية , ليكونوا رجالاً يصنعون رزقهم بأيديهم , لابأيدي غيرهم , هذا الغير سواء كان حكومة أو مؤسسة اهليه خيرية أو مدنية , فحتى الطيور الصغيرة لاتدعو الله بالرزق وتسبح له , قبل أن تغدو خماصاً وتروح بطانا ) وحتى فقه الآخذ بالاسباب , لابد أن يكون في مجتمع ووسط ملائم , بيئة اجتماعية توفر عدالة الفرص للجميع , فحتى التوكل على الله حق التوكل , قانون وسنة يحتاج لتوفر وسائل تحقيقه والوصول إليه وتطبيقه , ومن هذة الوسائل ( العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ) والعصامية هي المفتاح , ومع أن الوظائف رق واستعباد , ومع ذلك من فرط غياب الشخصية المستقلة العصامية لدى الشباب , فلازالوا ينتظرون الرق على احر من الجمر , لأن التعليم والتربية ( مناهج ووسائل ) علمهم ورباهم , كيف يتّكلون , كيف يبحثون عن واسطة , كيف ينتظرون مالايأتي ؟؟ فهذا النوع من التعليم لاينفع الناس اكثر مما يضرهم في حياتهم , إلا لو كان هذا النوع من التعليم النظري , في بلد غير عربي , حيث يتوفر الوسط الملائم للعدل والمساوة للجميع في البحث عن سائل الرزق والنجاح. عبد العزيز السويد إعلامي سعودي