حظيت من خلال زمني المتصرم بتدريس مجموعة كريمة من الأخوة الدارسين والطلاب في كليتي كلية العلوم والآاب في الرس وكان لافتا لمثلي في أول لقاء تعارفي ودي بهم أنهم يتشاكلون مثنى مثنى أو يزيدون على ذلك قليلا بين الرياضوالرس وبريدة وحائل والدوادمي وهكذا دوليك . ومما غرد في أفقي حين اللقاء اللقاء الأول ومع هذا التعدد والتنوع والاختلاف الطلابي تلك المشارط التي ظلت وربما ستظل تبقر خاصرة العمل الجماعي ؛ خصوصا في الدوائر الحكومية . إن التحزب والتعصب يتشكل بتشكلات متعددة متنوعة فمن عائذ بحسبه أو مدينته أو عائلته أو غير ذلك من تلك التركيبات التي بني عليها كل آدمي فيهوي إليها شعوريا ولا شعوريا ويذود عن حياضها بسبب أو غير سبب أحيانا . إن التقصد والترصد وطي القلوب على الكره والتجاوز ، والتشرذم والشليلة ، ومحاولة إسقاط هذا وتهميش ذاك ، وغمط نجاحات أحد من الناس على قاعدة اختلاف النسب ، أو المدينة أو غيرها ليس يظهر على السطح أحيانا ، ولكن من يتغلغل بيده في بعض حقائق الدوائر ودهاليز المواقع العلمية والتعليمية وغيرها ، سيجد ولا شك روائح سفلية تنبعث قيحا ، وتفوح واقعا مؤسفا . لست أدري عن مستوى ذلك الوعي الذي يقبع على عقل انسان مجرد حين تنتفخ أوداجه وتصفر أطرافه ويحمر وجهه حين يُلقى أي كلمة ، أو يقع أي تصرف ليس لهما بعد يستحق الإيغال في الدفاع فيوغل الآخر بالهجوم وتستحيل بعض اللقاءات والعلاقات معوقات بعد أن كن بالود عبقات رائعات . ويتراكم الألم ويتراكب حين يتواكب مع عمق الجرح صعود المسؤول في المكان والمكانة حيث يُنتظر منه أن يكون قدوة حين أمنه ولي الأمر صاحب القدرة ..! كل حرف في الحياة ينبض بالحب فلم الكره ؟ ، وكل عطاء يستحق الحث والحض فلمَ التساقط والإسقاط ؟ ، وكل يد بانية باذلة حقها عين الرضى فلم خائة الأعين ؟ ! ومن مشكاة النبوة حدثنا أنها منتنة ؛ فياليت كل ذي لب أن يتصور كيف شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بالنتن وجعلها في موضع آخر ثمالة من كفر ! ، وحسبك من هكذا تحذير أن يكون الشخص أنانيا ؛ كل الذي يعنيه : إسقاط كل من ليس من نسيجه ( الحسبي أو البيئي ) . يرحم الله الملك عبد العزيز حين بناها على التوحيد الذي يريده الله ، ووحدها على السمو بالدين والحب والمواطنة ، وأن مقدرات الدولة للجميع ؛ والجميع فيها لبنات تتناغم ولا تتزاحم ، وتتراحم ولا تتحارم ،وتتكامل ولا تتكالم ، وإن نحن إلا قوم يسعى بذتمنا أدنانا فلم الأثرة .. وبهذا انتهى حديثي لتلاميذي وأساتذتي في ذلك اللقاء .. إضاءة للقلم بقية ولكن .. يكفيك من شر سماعه .. د - فهد بن إبراهيم الضالع