كم فينا من الغرابة معشر البشر!! لدينا القدرة على إيذاء مشاعر الآخر وجرح القلوب بسيف الكلام كم فينا من الغرابة معشر البشر!! حين نحتفي بالقلب ونغيِِب العقل نملك ذات القدرة لمنح الحب بكل صوره فمن يقود الآخر قلوبنا أم عقولنا!؟ أم نحن الذين لسنا سوى قلوب وعقول؟!! هل تقودنا استجابتنا للمواقف أم منظورنا للحياة بشكل عام؟؟ البعض منا ترك نفسه في منعطف ما ونسي أن يعود ليسترجعها ومع ذلك هو \"مرتاح\" البعض الآخر وصل لمرحلة ترك فيها لقلبه مهمة \" ضخ الدم فقط \".. لم يعد يقلق على أحد،، ولم يعد ينتظر أحد,, لم يعد يقلِّب شاشة هاتفة كل دقيقة متلهفاً لاتصال أو رسالة.. أصابه الفتور تجاه كل شيء وكأن شيء ما امتص منه الحياة وهو يعتقد أنه \" مرتاح \" بعضنا أيضاً.. يكاد قلبه يتوقف من شدة ما يحمل من أعباء الحب والحياة يعيش دائما في مرحلة التحمل.. تحمل الجفاء.. تحمل الجروح.. تحمل الحبيب و ظروفه.. بل حتى تحمل الخيانة،، يسكن دائما في محطات الإنتظار,, انتظار التغيير والتغيُّر تغيُّر الحبيب.. تغير الظروف .. تغير كل ما يؤدي إلى ما لا تغير.. ضجيج ألأحداث حوله عالياً لدرجة لم يستطع فيها سماع أفكاره .. وهو يقول أنه \" مرتاح \" وبعضنا .. وبعضنا.. وبعضنا.. هكذا إلى آخر صنوفنا وأحوالنا وتقلباتنا,, هل حقّاً نحن في ارتياح ؟؟! أم هي حيل دفاعية لا شعورية نمارسها لنخدع من خلالها أنفسنا,, فقط لنستطيع العيش والتكيف مع كل ما يحيط بنا.. حين نتعامل مع الآخر والحياة والقلب والعقل اعتقد أن علينا أن نتقن فلسفة المسافة.. علينا أن نعتني بالمسافات و الفواصل و علامات الترقيم,, بدونها ستصبح حياتنا كالكلمات المتقاطعة بدون معنى.. لن نستطيع أن نقرأ السؤال و بالتالي لن نجد الإجابة.. يجب أن نقف مع الآخر على مسافة واحدة مهما اختلف حجم ونوعيّة ما نحمله من مشاعر لكن بدون تهويل منا أو تهوين من الآخر... أحياناً أخرى علينا أن ننتهج الغياب لنلملم الذات ونعالج تصدعات القلب و نحاول أن نوقف نزف الجروح أو نصلِّي عليها بعد أن نقوم بدفنها في أعماق قلوبنا,, لنعود أقوى .. أو أعمق حبّاً .. أو أكثر تمرداً .. المهم أن نعود فمن منا قرر الآن أن يعود؟؟ وكيف سيعود؟؟ من منا ما زال يعشق الصمت حتى وإن أذاب الصمت روحة؟؟! ومن منا قرر أن يقول\" كفى \" أريد أن أكون كما أريد .. لا كما يريده لي الآخرون والظروف؟! شيء من الإحساس أردت أن أنثره في صفحات قلوبكم ألقاكم بكل الود في منعطف آخر الشاعرة.. أمل الرجيعي