من طبيعتي الإعتذار إذا اخطأت , , والإعتذار خلق نبيل يتم عن طريق مراجعة النفس المستمرة ،وهو حاله مراقبة لإصلاح مافسد وماقد يفسد من مشاعر البغض والكراهية ،الا أن المقال السابق لا يمكن أن أعتذر عنه بسبب كمية الردود التي وصلتني والتي تنم عن حجم (السقوط) في الكتاب_أقصد كتاب معجم أسر بريدة للعبودي_ أو كما قال أحد الدكاترة هذا الكتاب عورة !!فخالفته وقلت إنها عورة غير مغلظة!! وهنا يجب أن نعود عقولنا الرد بمعزل عن الأشخاص وأن نمتلك قدرآ من الشجاعة الأدبية أن نخطئ وننتقد من نحب ومن نكره بعيدآ عن الشخصنة. تراوحت ردود الأفعال على المقال السابق بين رأي غاضب ورأي موافق مع بعض الملاحظات ورأي معجب,فالرأي الغاضب أتفهم فيه غضبه وحنقه علي ،وذلك لأن كتاب العبودي يمثل لهم شهادة التزكية والرفعة والتقدير فالطعن بالكتاب طعن بأشخاصهم ويفسر ذلك كمية الشتائم اللذيذة اللي تلقيتها عبر الإيميل وعبر الجوال والتي لم تحرك في رأسي شعرة واحدة وأبلغ رد عليها هو صدروها من أشباح وقفت شجاعتهم عند أجهزتهم. أما الرأي الموافق مع بعض الملاحظات فهي على الرأس والعين ، وقد كان الأولى توجيهها الى مؤلف الكتاب أولآ المتعنت بعدم حذف أي حرف من الكتاب رغم وجود ملاحظات تصل الى حد أن تكون محل دعوى، أما الرأي المعجب فأقول لهم لاتحزنوا من عدم ذكر أسماءكم وعوائلكم في الكتاب فهو تزكية لكم لأن أعمالكم هي التي ترفعكم فقط!! وكم كنت أتمنى أن الكتاب تناول تاريخ بريدة بالمنهج التحليلي عن بدايات التكوين وكيف تشكل النسيج الإجتماعي لهذه المدينة العريقة؟ وكيف إستطاعت أن تحافظ على قيمتها كمركز تجاري وكمركز إجتماعي؟ وكيف إستطاعت أن تكبر وتستوعب العدد الهائل من العائلات القادمة من أطراف القصيم ومن حائل ومن الأرياف الغربية ومن القرى والهجر والمراكز الشمالية للقصيم.. فمنهج العبودي مع إحترامنا له لايعدو كونه منهج وصفي تجميعي كحطب الأعمى لايقدم رؤية ولاتصور ولاتحليل والدليل على ذلك هو الجزم ببعض الأراء المعتمدة على أقوال واهنة وضعت بقصد أو بغير قصد لهدف لا يعلمه الإ الله... فمثلآ (آل ابوعليان) من تميم هم من العوائل العريقة الضاربة في التاريخ وما حصل بينهم من حروب وقتال هو دليل بطولة وشجاعة وفروسية فالسياق التاريخي لكل أصحاب ملك وسطوة هو الخلاف على القيادة والملك كما حصل في كل حقب التاريخ وإنشغالهم في التنافس أمر طبيعي ومتفهم بينما غيرهم منشغل بالمراباة المالية والصناعات الدارجة في ذلك الزمن مثل صناعة النعال ودبغ الجلود وبيع الفحم وغيرها.. ولايعاب على (آل ابوعليان ) هذه الحروب لأنهم من أوائل العائلات المؤمنة بالدولة بعد تأسيسها،رغم أنهم من أسس بريدة. ومن عيوب كتاب العبودي وماأكثرها هو الإشارة لبعض الأسماء في بعض العائلات دون أخرى بسبب إعتماده على طرف دون طرف حتى لوكان داخل العائلة خلافات ، كما أن العبودي وحسب ماذكره لي الكثير ممن تفاعلوا مع الموضوع يأخذ مايحلو له من معلومات ويحجب أخرى ويهملها، كما أنه إستمات في محاولة نسبة بعض العوائل الى قبائل وأنكر نسبة بعض العوائل الى قبائل معروفة مخالفآ ما ذكره أن كتابه ليس كتاب أنساب عدة مرات وكذلك نفي من خدم الكتاب وسوقه وليته كان كتاب أنساب!! وألتزم بذلك إنما خالف قوله فعله وأتى بأمر هو أشد من حيث إثارة الضغائن والفتنة وهو العوائل!! كما أنه تحدث عن عوائل وأتى بمدح لهم يصل الى حد السماجة حتى شمل الأباء والأجداد وإن علوا ومدح الأبناء وإن نزلوا..! وتحدث عن عوائل بمدح يشبه الذم بل أهمل ماكتبوه بأيديهم له وفي هذا تجني بالغ وغمط لحقوق الناس.. الحديث عن هذا الكتاب يطول لأنه طبخ لهدف وهو ماجنى على أصحابه بمنع الكتاب من قبل وزارة الإعلام لأنه يثير الفتنة رغم حرصهم الشديد وبيعهم له بكميات هائلة تحت الطاولة كما تباع ......!! متحدين النظام ومسوقين لكتاب هو عار على مدينة بريدة وعوائلها بل إن شئت قل القصيم بأكمله.....!! الشرف والرفعة والعز والخلود هو بالعمل الصالح المفيد للدين والوطن وعندما نريد رفعة أنفسنا وعوائلنا سوف تسبق أعمالنا أنسابنا وعوائلنا ويجب أن نربي أولادنا على القيم النبيلة والإفتخار بها ونترك الجاهلية والإخلاد الى الأرض والعقول الفارغة التي أضاعت نفسها وعقلها وعقول الناس بكلام هو أقرب للكذب والتزوير والبهتان وجعل أهل بريدة مضحكة لغيرها من المناطق عندما نضع في تاريخنا إفتخارنا بمن (يشيل حمارآ) أو (يكسر الباب برأسه) أو المدح بشهادة ماجستير نالها صاحبها في شعبان والدكتوراة في رمضان!! أعتذر شديد الإعتذار للقراء الكرام عن تأجيل مقالات (المهايط) والتي وصلت الإقتراحات فيها الى مايقارب الألف إيميل وأبشرهم أنني وجدت أغلب الأمثلة في كتاب(معجم أسر بريدة) كل عام والقراء الكرام بألف خير وتقبل الله منا ومنهم صالح الأعمال وأشغلهم الله بكل جميل من القول والعمل ورفع الله قدرهم بأعمالهم صالح الدبيبي [email protected]