معلوم أن الله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته قال تعالى : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ، والعبادة في هذا الزمن وخصوصا في مجتمعنا حيث القدوة المثالية للمجتمعات الأخرى انقسمت لعدة شرائح . شريحة نسي أصحابها أنهم عبيد لله سبحانه وتعالى ، نعم نسوا ذلك معتقدين أن المحافظة على الصلاة والالتزام فيها في المساجد ، وصوم رمضان ، والالتزام ببقية الأركان ، وعدم المساس بشعر وجهه ، كافية لعبادة الله سبحانه وتعالى وأنه قام بشروط العقيدة كاملة ، وأنه عبَدَ الله بما تحمله هذه الكلمة من معنى ، بينما في حياته ومعاملاته اليومية بعيد كل البعد عن تعاليم الدين ، تجده في المجالس يسب هذا وينتقد ذاك ، لا يؤدي حقوق الآخرين سيء في عمله وتعامله ، مجحف بحق أهله وأسرته ، فظ التعامل مع زوجته وأولاده ، ينبذ الآخرين بألقابهم ، مكشر ، قليل الابتسامة ، مغتر بالتزامه وبشكله الخارجي الذي يوحي له غروره بأنه أصبح شيخ جليل يجب احترامه من الجميع ، متكبرا ومتعاليا على كل من يخالف رأيه . الشريحة الأخرى بل وشريحة كبيرة ولله الحمد ، أصحابها فعلا هم عبيد الله ملتزمون مؤدون لحقوق الله العملية والحسية ، يتعاملون مع المخالفين والمتهاونين بأمور دينهم بأسلوب تعاليم الهادي المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) ، ناصحون متنا صحون ، متطوعون لعمل الخير في الجمعيات الخيرية والإنسانية وجميع الأوجه الخيرية ، أما الشريحة الأخيرة ، هي شريحة ( نتنة ) أعتقد أنها لا تعرف من عبادة الله إلا الصلاة ، ألسنتهم بعيدة كل البعد عن تعاليم شريعتنا السمحة ، تجلى ذلك في تلك الردود السيئة والألفاظ النابية على العلماء والمشايخ أصحاب الفتاوي الأخيرة ، ألفاظ وسخرية تنم عن ثقافتهم (النتنة) ، جسدت حقيقة تفكيرهم وتعاملهم مع الآخرين في حياتهم ، فمن يكتب الشتم والسب والاستهزاء ، هو كما الناطق فيها . هذه الشريحة للأسف الشديد منتشرة في مجتمعنا كشفتها المنتديات والمواقع والصحف الإلكترونية والورقية من خلال ردودهم على كل من يخالف تفكيرهم وتوجهاتهم وأيضا يخالف مصالحهم ، ألفاظ تأبى نفسك أن تنطقها بينك وبين نفسك فكيف على الصفحات يقرأها العالمين . هذه الشريحة أصحابها للأسف تعيش بيننا وفي مجتمعنا ، منتشرة في المجالس العامة والخاصة ، وفي الأسواق أثناء تعاملهم مع الباعة والمتسوقون ، تكشفهم بتلك الألفاظ وسرعة الغضب لكل من يخالفهم ، تكشفهم عندما لا تعجبهم الأسعار ، يثورون لأتفه الأسباب مع الباعة ، وربما البعض قد يرفع يده على الباعة المساكين عندما يرد عليهم بعضهم بأي كلمة لا تعجبهم . كما أن تلك الردود البذيئة على الأخبار والمقالات جسدت واقع أصحاب هذه الشريحة ، وفتحت الصحف الالكترونية والمنتديات والمواقع لهم الباب على مصراعيه لتفريغ ثقافتهم (النتنة) وجهلهم العظيم بأسلوب الرد والطرح والمناقشة الهادفة ، التي تكون نتيجتها خدمة الدين والوطن والمجتمع ، ومقالي هذا لاشك لن يسلم من ردود أصحاب هذه الشريحة وستكشفونها وتعرفون حقيقتهم من خلال ردودهم . علي الشمالي [email protected] البكيرية