عندما يضطر المرء أن يسهر وهو يراقب أسوار بيته خوفا من سارق عبث في بيت جاره وأفراد عائلته يحيطون به و أعينهم ترمق كل حركة من وراء الشبابيك أو يبدؤون في تخيل أصوات هنا أو هناك فان المرء يحس بمعنى الأمن في الأيام الماضية ويستشعر قول الرسول صلى الله علية وسلم نعمتان مجحودتان وذكر منهما الأمن في الاوطان وعندما يضطر المرء أن يبتعد عن أبنائه لفترة من الزمن قد لا تتجاوز عدد من الأسابيع ناهيك عن من يفقد ابناً له فانه يستشعر قول الله تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا وعندما يقع المرء قي ضائقة مالية يضطر فيها أن يغلق جواله أو أن يغادر بيته خوفا من الدائنين يستشعر قول الرسول صلى الله عليه وسلم من بات منكم آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها وعندما يمر المرء بوعكة صحية قد لا تعدو الم في احد أضراسه او قل زيارة لأحد المستشفيات فانه يستشعر قول الرسول صلى الله علية وسلم نعمتان مجحودتان وذكر منها الصحة في الأبدان وأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى وعندما يرى المرء شخصا أعمى يقف على طرف الطريق ويشير بعصاه أو بيده ينتظر من يتطوع في أن يوصله إلى الطرف الآخر من الشارع يستشعر القول المأثور إذا أردت أن تعرف نعمة الله علية فأغمض عينيك وعندما ينصرف المرء من تشييع غالِ عليه عاش بصحبته ردها من الزمن فانه يزهد في هذه الدنيا ويعرف حقيقتها وأنها ممر سريع للآخرة وبأسرع مما كان يتخيل أو يطمع وأخيرا عندما ترى من يسجد لغير الله فتذكر قول الله عز وجل وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فاسجد شكراً لله عز وجل أن جعلك من الموحدين ولا يعدل ذلك نعمه ولا يعدل فقدها نقمة وان تعدو نعمة الله لا تحصوها , وتذكر أن من نعم الله عليك أن فتح لك في بصيرتك لتستشعر ذلك كله فكم من أناس يتقلبون بنعم الله ولا يستشعرون ذلك سليمان بن عبد العزيز الدهش