: لا أعلم جهة حكومية أكثر تخبطاً من وزارة الخدمة المدينة , فهي على حالها منذ عقود بتلك التشريعات والأنظمة التي عفى عليها الزمن ولم ترزق بمن يضخ دماء جديدة في أوردتها أو يحاول مسح الغبار الذي تراكم عليها منذ أكثر من 35 سنة !! بإعتقادي أن وزارة الخدمة المدنية هي المسؤول الأول عن طموح وأماني ومستقبل شعب بأكمله ! رغم هذا دائما ما نحس أنها ( ماشية بالبركة ) ! فلا تكاد تجد مواطناً راضياً تمام الرضا عن هذا النظام وأغلب موظفي الدولة عانوا الويلات من تعنّت وجمود هذا النظام وعلى أساسه تجمدت مراتبهم وبخست حقوقهم على مدى عقود ! استبشرنا جميعاً بمثول وزير الخدمة المدينة ( الفايز ) أمام مجلس الشورى قبل ستة أشهر تقريباً لمناقشته حول أداء وزارته وأبرز المعوقات التي تواجهها والمقترحات التي من شأنها تحسين جودة أدائها إلا أن هذا التفاؤل لم يدم طويلاً بعدما ألقى باللائمة على بعض الجهات الحكومية لعدم تجاوبها ! كما كشف الوزير أن هناك أكثر من 180 ألف وظيفة مشغولة بطريقة غير نظامية عبر (140) بند لايعلم عن وجودها أصلا وهو الوزير !! ( لاتعليق ) كم تمنيت وقتها أن تكون للمجلس صلاحيات تنفيذية ! التخبط الذي تعانيه الوزراة نماذجه كثيرة : * تجميد الموظفين على مراتبهم لسنوات عجاف ! * مشكلة البطالة التي استشرت في المجتمع مع وجود (124) ألف وظيفة شاغرة \"بشهادة الوزير نفسه\" ! * (71) ألف وظيفة يشغلها غير سعوديين في مختلف الوزارات ! ( طبقاً لتصريح الوزير تحت قبة الشورى ) ! * أكاديمي سعودي يحمل الماجستير في التربية الخاصة ويتقدم عليه بالمفاضلة من يحمل البكالوريوس في نفس التخصص والتبرير أن أنظمة الوزارة تنص على أن الأخير هو الانسب ! * خريجة \" إعداد المعلمات \" تخصص \"رياض أطفال\" بتقدير مقبول تتقدم بالمفاضلة على خريجة جامعة الملك سعود في نفس التخصص رغم أنها بتقدير إمتياز ! والأغرب هو تبرير وزارة الخدمة على لسان موظفيها الذي يؤكد على أحقية خريجات إعداد المعلمات بالتعيين في الصفوف الإبتدائية على مثيلاتهن من كليات التربية بغض النظر عن التقدير والمعدل الدراسي بحجة أنهن أنسب !! ( أي منطق يحمله هذا التبرير وأي مستقبل ينتظر أبناءنا وبناتنا ) ! * خريجة دارسات إسلامية تعمل منذ سنوات في ( رياض أطفال ) رغم وجود العاطلات في ذات التخصص ! * أطباء بيطريين يستحقون المرتبة الخامسة نظاماً يعملون برواتب مقطوعة ! * بعدما ألقت وزراة التربية والتعليم الكرة في ملعب وزارة الخدمة بانها هي سبب تعطل التحسين ردت بعدم وجود وظائف على المستوى الخامس لكن بمرسوم ملكي توفرت الوظائف بقدرة قادر ! النماذج كثيرة .. لكن لعل فيما مضى إشارة تكفي لما أريد قوله ! الغريب ماحدثني به أحد الزملاء عقب مناقشته لموظف إدراة الترشيح في الوزارة حول نقطة معينه تخص النظام وبعدما أعجزته الحجج كان رد الموظف : ( أنا هنا من قبل أن تولد .. وسنوات خبرتي تفوق سنوات عمرك ) !! ( لاتعليق ) عنجهية وتعالي ونظرة فوقيه يحسها كل من راجع الوزارة أو فرعاً من فروعها ! لدرجة الإحساس بأنهم هم من بيدهم رزق أبناءك ! ( لا أعمم ) نظام وزراة الخدمة المدنية شيخ هرم يصرّ أن يتظاهر أمام أبناءه وأحفاده أن مازال قادراً على إدارة الأمور ولأنهم يحترمون أباهم فهم يخجلون من كشف نقصه و إقتراب أجله لكن يعملون من خلفه مايريدون ! ثقتي بالله ثم بملك الإنسانية وبعهده سيكون التطوير وسيسود جيل جديد من الشباب المخلصين لدينهم و وطنهم وأمتهم ولجزمي بأنهم مخلصون قد ولدوا من رحم المعاناة فسوف يحدث التغيير والتطوير .. لكن فرصتهم لم تأت بعد ! تحت النص : ثقافة الإستقالة ( بعد ثبوت الفشل والتقصير ) شجاعة كاملة تنقص الكثير ممن طاب لهم مقام الكراسي الوثيرة ! أملي بغدٍ مشرق . إلى اللقاء محمد بن علي المشيطي [email protected]