أعلم أني تحت هذا العنوان أطرح موضوعا عقيما ، اشبع طرحا من فطاحلة الكتاب ، واقصد هنا تلك (الواسطة الظالمة) التي سلبت حقوق الآخرين ومنحتها آخرين ، وتخدم آخرين دون آخرين أنها تلك ( الواسطة ) الظالمة وليست ( واسطة ) الخير ، التي تخدم الآخرين وتؤلف بين قلوبهم ، إن تلك ( الظالمة ) التي (رزت ) ذلك الرجل في موقع غير موقعه ، حتى أصبحت معظم الوزارات وفروعها هزيلة لأن ( الهرم الأكبر ) عين بالواسطة ، لذا ليس غريبا أ ن يحدث لنا ما نواجه من قصور في معظم القطاعات ، إضافة إلى سلب الحقوق ، يجسد ذلك تعيين معظم الخريجون والخريجات على وظائف تعليمية ، على حساب من سبقوهم بالتخرج لسنوات طويلة والذين مازالوا يلهثون كل عام ويتسابقون لتقديم أوراقهم للتعيين لعل وعسى أن يأتي الفرج ، ليأتي بعض الخريجون الجدد مدعومون بالواسطة ، ليحطموا ويقتلوا ذلك الفرح وذلك الطموح وهكذا كل عام ، وأيضا أن يضل عدد كبير من المعلمين والمعلمات لسنوات على ( البند ..أو الأجر اليومي ).....وأيضا أولئك الشباب الذين مازالوا عاطلون منذ سنوات قدموا مستنداتهم لعل وعسى أن يأتي تعيينهم ، ليعين عدد قليل بل وقليل جدا ممن يملكون ( الواسطة الظالمة )......كذلك أن يتم سفلتة الطرق وإيصال الخدمات والتيار الكهربائي إلى بعض المزارع البعيدة عن المدن والمحافظات وبعضهم يطالب لسنوات عديدة لكن دون جدوى رغم إن مزارعهم قريبة من الخدمات ، أيضا توسعة بعض الطرق إلى مزارع محددة وترك بقيتها ، وما طريق (ساق) الممتد من ( البكيرية ) إلى (الفويلق) لأكبر دليل على ذلك ، حيث تم سفلتت أكتاف الطريق إلى منتصف الطريق بين (المحافظتين) فقط ، والتوقف عند مزرعة أحد أصحاب ( النفوذ ) !!، كذلك منح تراخيص صناعية وتجارية للبعض دون البعض الآخر الذي طولب بشروط تعجزيه....... حتى فيما يتعلق بصحتنا وحياتنا لعبت هذه ( الواسطة ) دورها حيث تجد البعض (توفي) على سريره بعد (مرض لسنوات) لأنه لم يجد من (يفزع) له ويدخله إحدى المستشفيات الحكومية الراقية ، بينما البعض الآخر تحمله طائرات الإخلاء إلى تلك المستشفيات حتى لو كان يعاني من ( مغص ) طاريء ، (طبعا المقصود من يوصل حاجة ذلك المريض الى الإخلاء لسيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير / سلطان بن عبد العزيز . سلطان الخير، الذي يأمر فورا بنقل ذلك المريض ، بينما تخفى علية حفظه الله حالة أولائك الذين يتوفون على الفراش )...... وحتى الشركات الحكومية تدخلت فيها الواسطة بتعيين مسئوليها ، وما ( المليارات ) التي لهفتها شركة الاتصالات السعودية من جيوب المشتركين بحجة ( الأخطاء ) لأكبر دليل ، لولا تدخل الشركات المنافسة التي أنقذت الموقف...... حقيقة قصص وأحداث وجرائم كثيرة قامت فيها (الواسطة) يندى لها الجبين لا يتسع المجال لذكرها ، لذا فإنها اليوم أصبحت (الواسطة الظالمة عدوا ) يجب قتله والقضاء عليه ، أو على اقل تقدير مواجهته وبقوة ليخف من وطأته علينا . علي الشمالي [email protected]