!! مات شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي – رحمه الله تعالى – بعد رحلة امتدت زُهاء أربعة عشر عاماً في مجال رئاسته لمنصب مشيخة مؤسسة الأزهر، وكان قبل ذلك مفتياً للديار المصرية وقد عُرف عنه اجتهاده وجسارته في أبداء رأيه. .. مات طنطاوي والجدال حول بعض فتاواه وتصرفاته لازال مستمراً. الإقرار بأحقية فرنسا بحضر النقاب في المدارس . ثم تحريم وتجريم العمليات الاستشهادية التي ينفذها الفلسطينيون في داخل إسرائيل وتصنفيها من العمليات الإرهابية ، حضر النقاب في جامعات الأزهر بعد أن أجبر طنطاوي طالبة في الأزهر الإعدادي على نزغ نقابها بطريقة ساخرة ، ثم محاولة منع المعلمات المنقبات من دخول معاهد الأزهر . الإقرار بشرعية بناء الجدار الفولاذي لمصر مع حدود غزة. كل هذه الفتاوى والتصرفات التي خرجت من الشيخ طنطاوي كانت محكاً أسهم في زعزعة دور مؤسسة الأزهر في الشأن الإسلامي داخل مصر وخارجها , في وقت شهدت فيه هذه المؤسسة العديد من التغيرات والتحولات في نوعية المناهج وتعدد الكليات التي خرجت عن السياق والإطار العام لرسالة الأزهر ك.. مؤسسة دينية بحته . وقد ظهرت تزامناً مع ذلك العديد من مؤشرات المولاة الظاهرة من قبل شيخ الأزهر للحكومة بشكل لم يحدث من قبل على حساب رسالة هذه المؤسسة الدينية مما عكس الانطباع العام نحو السعي في ( تسييس ) مؤسسة الأزهر. ويبقى الآن أن الأزهر بات مع مرحلة وعهد جديدين في كنف قيادة جديدة ( لم يعلن عنها بعد ) فهل تواصل هذا القيادة ما وقف عنده طنطاوي؟ أم تعود بالأزهر لمكانته الطبيعية – سابقاً - التي كانت محل ثقة المسلمين ، وذلك من خلال إعادة المناهج لما كانت عليه سابقاً , واقتصار كليات الأزهر على الكليات الشرعية والعلوم الدينية. وبالتالي استعادة المكانة الحقيقية لهذه المؤسسة العريقة التي عززت من الدور الإسلامي لدولة مصر العربية في العالم الإسلامي . محمد بن سند الفهيدي [email protected]