المتتبّع لمحتوى أعمدة الكتّاب الصحفيين للصحف اليومية عن المرأة في بلادنا في الآونة الأخيرة يلحظ محاولة الضغط المقنّن والمُرتّب له على المؤسسات الاجتماعية والتربوية في بلادنا هدفًا للنيل من هذه البلاد عن طريق ورقتهم الرابحة التي يراهنون عليها وهي ( المرأة ) . أمّا إذا افترضنا أنّ هناك من غير أبناء البلد ومّمن يتابع مقالات هؤلاء من خارج الوطن فلا يتبادر إلى ذهنه سوى أنّ المرأة لدينا تعيش تحت عبوديّة وتسلّط وديكتاتورية لا مثيل لها في العالم . فقد شمرّوا سواعدهم هؤلاء الكتّاب (الأقزام) وأعادوا تعبئة أقلامهم بالأحبار ليتمنوا من إخراج نساء وبنات هذا الوطن من زمن العبودية إلى زمن الحريّة ، ويقودونها نحو حقوقها التي سلبت منها ع- على حد رأيهم - وإنّما هم في حقيقة الأمر يحاولون جرّها نحو عقوقها وسلبها حقوقها . ما نعلمه من القرآن والسنة أنّ للمرأة حقوق عدّة وأبرز تلك الحقوق تكمن في إكرامها وعدم إذلالها من جانب الزوج والأب والأخ والإبن، وتعليمها العلم النافع ، وتربيتها التربية الصالحة ، والمحافظة عليها كجوهرة مصونة من براثن مخالطة الرجال وأنياب الذئاب البشريّة ، وإعطاءها حق الوظيفة التي تلائم خصائصها النفسية والأنثوية . أما إن أردتم العقوق فأبواب العقوق عديدة ، وتقرأونها بشكل يكاد يومي في الصحف . فالعديد من السفهاء ساعون لحقوقها ( عفوًا ... أعني عقوقها ) يطالبون مرةً بإعطائها حق قيادة السيارة ليعقب ذلك إلزامها بكشف النقاب - وستكون حجتّهم الغير داحضة أنّه سيخفي وراءه عمليّات احتيال وابتزاز وتزوير - . ومرةً يطالبون بتأنيث كادر التدريس في الصفوف الأولية للطلاب والطالبات - وحجتّهم المضحكة أنّ ذلك أدعى لأمان الطفل وأكثر حنانًا له - وسفهاء آخرون ينادون بتشكيل فرق نسويّة رياضيّة - وكذبتهم في ذلك حتى تأخذ المرأة مكانها الريادي في المجتمع العالم - وتنافس المرأة في المحافل العالمية ، وآخر الأعذار التي قرأتها عن ذلك هو أنّ الفيفا سيهدّد بإلغاء مشاركة أي بلد لا تقر الفرق النسوية رسميًّا . ومن الصيحات التي أرهقت أذني سمعًا وآذت عيني قراءةً لسفهاء ينادي بتغيير لون العباءة من الأسود إلى الأحمر والأخضر والأزرق ولمَ العباءة أصلا ..؟ ألا يكفي الحجاب دون العباءة ؟ فاسقة أخرى تطعن مرةً في الأحاديث ومرةً في العلماء وثالثةً في المفسرون وأصبحت هي تفسّر الآيات كما يحلو لها . أحد الماجنات المحسوبة على الإعلاميات أصبحت تتاجر على مرأى من العالم كله بجسدها عن طريق المطالبة بأزواج أربع للمرأة . وتجاهر بالأسئلة الإباحية التي تشمئز لها النفس وترقص طربًا على الحوارات الإباحيّة مع ضيوفها - وكل ذلك فقط لأجل شهرة أكثر - . وهناك من تطالب بتحرير المرأة من قيودها لتستطيع أن تتبعث برسالتها السامية ( هكذا يسمّون التمثيل ) عبر التمثيل والتبّذل . كل ذلك من المطالب يختمونها دومًا بكلمة حق يُراد بها باطل وهي ( وفقًا للشريعة الإسلامية السمحة ) ... ولا أعلم أي شريعة إسلامية تنادي بأن تتوسط ذات الجنز والتي شيرت المتبذلة الرجال ؟؟ وأي شريعة إسلامية تقر ضرورة تبوء المرأة للقيادة ومراكز المقدمة من خلال استعراض الفتاة لمفاتنها من وارء ما لا يستر من عري أمام كل عين هامّة ولامّة ؟؟ أخواتي العزيزات : إنّ الخروج من العفّة إلى الرذيلة هو أمر سهل للغاية ولكن ثمنها سيكون غاليًا وكبيرًا دينًا ودنيا . وكما فقدوا هم العفة والطهر والحشمة فهم يتنافسون ويتنافسن لسلبكم إياها حسدًا من عند أنفسهم .. إنّ مصادر الخطر والتهديد عليكنّ لم تعد موجهّة من الخارج فقط . بل أصبحت أكثر خطورة من الداخل . فالحيل التي تقوم عليها كثير من القنوات الماجنة التي تتحدث بالأخط الأحمر والبنفسجي وبالعريض وبالخط الدقيق ، وتجلب في كل مرةً من أقرب سوق رخيص لتلك القناة من تتحدث نيابة عنّا - وما أكثر الأسواق الرخيصة لديهم - أقول أن الخارج أصبح مكشوف تمامًا ولكن هناك في الداخل من جند نفسه لهدم كل قيمة دينية واجتماعيّة وهناك من تم تجنيده كذلك . وتكون المصيبة أعظم حينما يتم توظيف المال والإعلام في سبيل تحقيق ذلك .. انظروا إلى كم القنوات الهائلة التي تتحدث باسم البلد وأبناءه ونحن منهم براء . تعالوا لنضحك قليلا : تأمّلوا في أسماء الفريق النسوي لكرة القدم (جدة يونايتد ) .. وفي أسماء المخرجات (((السعوديات))) .. وفي أسماء من يطلقن على أنفسهنّ ناشطات .. وفي الكثير والكثير من الإعلاميات ((( السعوديات ))) وخاصة ذات اللباس المحتشم _ عفوزا أقصد الغير محتشم - وفي أسماء الروائيات (((السعوديات))) الاتي أساءنّ لنا ولمجتمعنا .. أقول تأملوا في تلك الأسماء وأسماء عائلاتهن وستضحكون كثيرًا . وستعلمون ماأعنيه تماما . هؤلاء هنّ الورقة الرابحة التي يستخدمها الفاسقون والباغون الفساد لهذه الأرض الطيّبة . وأيّ ورقة تلك !!! أخيرًا لابد من الاعتراف بأن هذه الفئة من الرجال والنساء أصبحوا يشكلون خطرًا قادمًا لنسف القيم والمباديء الدينية والاجتماعية الطاهرة . أتدرون لمَ أنذرت بالخطر القادم ؟ ؟! لأنّ كل ذلك يتم ( عيني عينك واللي فيه خير يتكلّم ) بل وبدعم مبرمج ومحسوب خطوة خطوة . نسأل الله السميع العليم أن يرد كيد من أراد سوءا بنا وبأبنائنا وبناتنا في نحره ... وللحديث بقيّة عبير التميمي