قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) الآية . يظل اليوم الموظف حائراً في دوامة الأعمال الملقاة على عاتقه بعد أن أمضى الكثير من الوقت من أجل الحصول على فرصة عمل ، ولكن عند الحصول على الوظيفة وممارسة مهام عمله لا يستحضر قيمة مايؤديه ولا معرفة حقوق ذلك المراجع الذي تظل أعصابه مشدودة حتى تنتهي معاملته ، خوفاً من عرقلة هذا الموظف الذي ينقصه الكثير من ثقافة العمل . إن السبب الرئيس من وجهة نظري حول غياب هذه الثقافة لدى موظفينا اليوم هي تلك السياسة التي تسيطرعلى بعض المسؤولين في دوائرنا الحكومية من عدم إيضاح الكثير من النقاط للموظف البسيط ، مع كل أسف أن البعض أكبر همهم إغلاق باب مكتبه وتناول القهوة والشاي واستقبال من يريد وتحديد موعدٍ لاحقٍ لمن لا يريد استقباله من المراجعين ، ناهيكم عن انشغاله في تصفح النت والجرائد ، أو الرد على مكالمات قد تكون بعيدة كل البعد عن هموم العمل في بعض دوائرنا . إن من النادر أن تجد الرئيس المباشر يأخذ جولة في مكاتب موظفيه مع إشراقة صباح يوم مفعم بالنشاط والحيوية ، ليرفع من همم أولئك الموظفين ويحفزهم على العمل ، لتكون هذه الزيارة دفعة لهم إلى الأمام بل يتعدى نفع هذه الزيارات التي لم يخطط لها إلى الرفع من معاناة البعض وتلمس احتياجاتهم والرد على الكثير من استفساراتهم وبعض الاشكاليات التي قد يواجهونها كيف لوقام بمقابلة المراجعين وسؤالهم عن مدى الرضى عن الخدمات المقدمة لهم من قبل موظفيه . تقافة العمل ليس هي تلك الممارسات التي ينتهجها بعض المسؤولين في تكثيف الاجتماعات واللجان التي ترهق موظفيه ، تبحث عن بعض مسؤولينا ليوقع خطاباً فيقول لك مدير مكتبه لديه اجتماع أو مع لجنة يناقشون موضوعاً لن ينتهي ولن يقدم شيئاً يذكر للعمل . أين ثقافة العمل من تحفيز الموظفين ووضع جائزة التميز بل وكتابة اسم الموظف المتميز على لوحة الشرف أين ثقافة العمل من تقدير ذلك الموظف المخلص وتقديمه لإدارات وأقسام تشغر ويغيب عنها من يستحق ويرشح لها موظف لا تدري من أين أتى ؟ وكيف كانت طريقة ترشيحه ؟ أين ثقافة العمل من السعي لرفع من كفاءة الموظف وإتاحة فرصة تدريبه وتطوير ذاته ، لا إعاقة ذلك من قبل البعض . لا أدري هل نقول أن ثقافة العمل غابت حتى عن كبار المسؤولين مع كل أسف ، يبقى الحديث عن ثقافة العمل لا تنتهي بانتهاء هذه الكلمات ، لكن الكرة في مرماكم أيها المسؤولون وقد وضعت الثقة بكم من قياداتنا العليا أدام الله بقاءهم طاعة للمولى وارتقاءاً بهذا الشعب الوفي ورقياً بوطننا الغالي . بقلم / أحمد بن سليمان السعيد مشرف تربوي بتعليم القصيم -بنين- عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال [email protected]