لا يخفى واقع أصحاب المواهب في مجتمعاتنا العربية ومعاناتهم الدائمة في عدم وجود بيئة محفّزة وملهمة أولاً ثم داعمة وباذلة ثانياً ، حيث يتجرع الموهوب المرّ تلو المرّ ويسير سنوات عديدة خلال عقبات ربما أعاقته نهائياً عن الوصول لتحقيق نجاحات عن طريق موهبته . هذه العقبات التي تعيق الموهوب هي للأسف ليست كلها عقبات حقيقية وإنما جلها مصطنعة ، وإذا تساءلت لماذا توضع العقبات المصطنعة ولمصلحة من ؟! ربما لم تجد جواباً شافياً لضمير سليم . لكن لنفرض أن الموهوب ، متكاسل عن تنمية موهبته أو لا يعلم أن له موهبة في هذا المجال ، وكان هناك رجل أعمال واعٍ ومستثمر في تنمية مواهب الشباب وإعانتهم وتحفيزهم ودعمهم ، وأنشأ لذلك مركزاً لتدريب المواهب بكل أشكالها ، مركز يكفل الموهوبين ويهيئهم لسوق العمل وبالمقابل يكون للمستثمر مقابل مادي جزاء تدريب الموهوب وربطه بجهات العمل ذات الاختصاص ، يدفعها الموهوب على شكل أقساط مريحة أو يقوم بتوظيفهم عنده في شركته ، وهذا المركز يمد الشركات التي تحتاج موظفين مدرّبين بالمجال التقني مثلاً أو يزود المشتغلين بالأعمال الفنية المحافظة بكتاب سيناريو وممثلين ومخرجين ويزود الإعلام الإسلامي بمراسلين ومصورين وكتاب أعمدة و يزود الساحة الأدبية وأهل المطابع بشاعر مبدع أو أديب عبقري ويزود الساحة الدينية بخطيب مفوه ومستشار شرعي أو منشد متألق ، ويزود الشركات العظمى ببراءات اختراع تباع عليهم بملايين الدولارات أو يتم تنفيذ الاختراع محلياً ويسوق عالمياً .. وهكذا . بهذا يكون قد حفظ الموهوب أو الموهوبة على حد سواء ، إبداعهما وحفظ المستثمر كذلك حقه المالي وقدّم خدمة عظيمة لوطنه ودفع بالتقدم إلى الأمام . أ. حمود الباشان [email protected]