من المسلمات أن يكون هناك خطط وتخطيط لأي مؤسسه سواء كانت حكوميه أو أهليه أو أي عمل مهما كان بسيط يجب أن يتم التخطيط له حتى يسير على الوجه الصحيح ويحقق المطلوب منه. ومن المهم أن تشتمل هذه الخطط على خطه لتطوير العاملين والارتقاء بمستواهم حتى يكون باستطاعتهم تطوير العمل والارتقاء به جودة ً ونوعية ً ولا يكون ذلك إلا إذا كانت هذه الخطط وضعت بشكل مدروس ويوافق متطلبات العمل واحتياجاته المستقبلية وأهدافه التطويرية. ووزارة التربية والتعليم تعتبر من المؤسسات الحكومية الحيوية والمهمة في المجتمع ومن المؤكد أنها تضع خطط لسير عملها في تربية النشء وتعليمه من اجل الحصول على مخرجات بشريه ذات فكر ومعرفه تعمل في خدمة المجتمع وتطويره فيما ينفع الناس والوطن. ومن ضمن هذه الخطط وضعت وزارة التربية والتعليم خطه للارتقاء بمستوى العاملين فيها وتطويرهم من خلال تدريبهم في مراكز التدريب التابعة لها أو الجامعات والمعاهد أومن خلال ابتعاث العاملين للخارج أو إيفادهم في الداخل للجامعات السعودية لإكمال دراساتهم العليا وهذا هو المفترض والمطلب الأساسي في التخطيط السليم من اجل الرقي بالمعلم والذي يعتبر هو الركيزة الاساسيه في العملية التعليمية. ولكن السيئ في هذا التخطيط أن يكون( بلا تخطيط) اقصد أن يكون تم بنائه من غير دراسة للمتطلبات ومعرفة للاحتياج وهل خطة تطوير العاملين ممكن تنفيذها من خلال برامج موجودة على ارض الواقع أم أنها حبر على ورق أو فكره في رأس هذا المسئول أو ذاك نبحث عنها ولا نجدها . وابسط مثال على ذلك خطة الوزارة في الإيفاد لدراسة الماجستير للأعوام المالية (1429/1430) و(1430/1431) و(1431/1432) على الرغم من المقاعد المحدودة فيها والتي تمنح كل منطقه وعلى استحياء مقعد أو اثنين في كل تخصص إلا أنها اشتملت على تخصصات وبرامج في حدود علمي أنها غير موجودة في الجامعات السعودية أو لا تنفذ في كل الأعوام مثل تخصص إدارة الجودة , وتخصص إدارة الموارد البشرية –نفذته جامعة الملك سعود مرة واحده قبل سنتين -, و تخصص تصميم التعليم , وتخصص التعليم والتعلم الالكتروني , وتخصص القياس والتقويم . كل هذه لا يتم تنفيذها بشكل دوري في جامعاتنا أو هي غير موجودة فيها. وخير شاهد على ذلك أن مقاعد هذه التخصصات مازالت شاغرة في اغلب المناطق. سؤال يطرح نفسه كيف يحصل المعلم على قبول في احد هذه التخصصات من الجامعات السعودية حتى يظفر بفرصة الإيفاد ؟؟ وإذا كانت الوزارة في حاجة لمثل هذه التخصصات ألا تستطيع أن تنسق مع إحدى الجامعات لتنفيذ مثل هذه البرامج ولو بشكل استثنائي كل سنتين ؟ ام أن هذه التخصصات وضعت من اجل الابتعاث الخارجي وتم وضعها في خطة الإيفاد الداخلي سهوا ً ؟؟ ومن المعلوم أن هذه الخطة وضعت لثلاث سنوات قادمة من تاريخها أي أن هذه المقاعد المحدودة على هذه التخصصات التي لم يجد المعلمون جامعات سعوديه تنفذها سوف تبقى شاغرة طيلة هذه الفترة ولا يمكن الاستفادة منها في تخصصات أخرى. بل حتى التخصصات المتوفرة في الجامعات إذا لم يوفق المعلمون في إحدى المناطق من الحصول على قبول من الجامعات في هذه التخصصات تبقى حصتهم من المقاعد شاغرة ولا يستفاد منها وأنا هنا أناشد أن يكون هناك دور للوزارة في التنسيق مع الجامعات من اجل قبول المعلمين المنطبقة عليهم شروط الجامعات - من معدل وخلافه- والذين تم رفضهم بحجة انه لم يتبقى لهم مقاعد في الجامعة. إضافة إلى ذلك فإن خطة الوزارة لا تصدر ولا تعمم إلا بعد انتهاء فترة التقديم والتسجيل في الجامعات ولا ادري لماذا هذا التوجه هل لا تستطيع الوزارة معرفة فترة التسجيل للدراسات العليا في الجامعات ويتم التعميم قبلها بوقت كافي؟ أتمنى أن توضع خطط يمكن تنفيذها من اجل تطوير العمل والرقي به (وسيلة). أتمنى أن لا توضع خطط لا يمكن تنفيذها من اجل أن تكون حبر على ورق (غاية). كتبه / عبد العزيز شريتح الرويلي