لايشك أحد بمدى الاستفادة من التقدم التقني في الحياة العامة والخاصة في شتى المجالات وتحقيق (الفردوس الأرضي للإنسان كما تزعم الرأس مالية) ولكن على النقيض تماماً نرى تخلفاً وتقهقراً إنسانياً معقدا على سبيل المثال , تعيش دول شمال أوربا النرويج , الدانمارك , فلندا , شبح الانتحار المنتشر بين صغار السن والشباب على وجه التحديد , وحسب الدراسات فإن المنتحرين لايعانون إطلاقاً من مشاكل مادية , فهذه الدول من الأوائل في دعم الشباب وتسهل لهم كافة أنواع الاحتياجات المادية وحتى الآن لم تستطع الدول المتقدمة صناعياً والمتخلفة إنسانياً أن تجد حلاً لهذا الشقاء المزمن , غير المهدئات والمنومات المؤقتة أليس هذا تخلف وتقهقرإنساني خطير , الكم المهول من الصناعات في الأسواق أحدثت عند الإنسان هزات واضطرابات سوسية داخلية من حيث لايشعر حتى أصبح عنده صراع مرير ويدخل دوامة الشبق التسلعي وينتج عن ذلك القلق وفقدان الذات وذوبانها في السلع المطروحة وتعويض النقص في المنتج الصناعي ويكمن ذلك خصوصاً في في اللذين خلوا من الإيمان النهائي كالأمثلة المطروحة في بداية المقال , ومازالت هذه الدول التائهة عن طريق السعادة تنفق المليارات للبحث عن النفس المطمئنة فلم يجدو إلا الشقاء وصدق الله ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) والمؤمن الصالح على تخلفه التقني ولكنه متقدم إنسانياً وذلك في قول المولى (من عمل صالحاً من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) عبدالله محمد وائل التويجري [email protected]